نحو عالم أكثر وعيًا واستدامة: دور الفكر النقدي والتفاؤل التكنولوجي

في حين نشيد بانتصارات التقدم العلمي وتطوراته الرائعة، إلا أنها تأتي محمَّلة بتحديات أخلاقية وبيئية واجتماعية كبيرة تستحق اهتمامنا الجماعي ومسؤوليتنا المشتركة.

إن تجاهُل الآثار طويلة المدى لهذه الانجازات قد يؤدي بنا إلى طريق مسدود اقتصاديًا وبيئيًا وروحيًا.

لذلك، يتعين علينا تبني نهج متكامل يدمج بين القيم التقليدية والسلوك المسؤول تجاه الطبيعة واستخدام موارد الكوكب بحكمة وعدالة اجتماعية أكبر.

فعلى سبيل المثال، عندما يتعلق الأمر بالفتاوى والقانون الشرعي، فلابد وأن يكون هناك حوار مستمر لتكييف التشريع الإسلامي مع قضايا العصر الحديث والحفاظ عليه مرنا وقابلا للتطبيق حتى وسط سرعة دوران عجلة الزمن ومجرياته المختلفة المتلاحقة يوميا والتي غالبا ماتندرج ضمن مصطلح "الأحداث الطارئة".

وهذا أمر مهم جدا للحفاظ على سلامة المجتمع الإسلامي وهُويته الثقافية والدينية الفريدة والمتنوعة أيضا.

كما انه يشجع روح البحث العلمى والنقد البناء داخل الصفوف الدينية نفسها مما سوف يساعد بالتأكيد فى الوصول لحلول عملية ومثمرة أكثر لكل مشكلة مستحدثه.

ومن جهة أخرى، فيما يخص موضوع تغير المناخ واستراتيجيات التعامل معه، فقد بات جليا لدينا جميعا الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات فعلية جريئة بدلا من المماطلة واتهام النفس بالاكتفاء بعمل نصف الطريق فقط ظانين بذلك ان هذا يكفى لتحسين الوضع بدرجة ملحوظة.

.

.

فالواقع يقول عكس ذالك تماما!

!

فهذه السياسات الجزئية مؤقتة وغير فعاله علي المدي البعيد لانها ببساطه لا تقوم بمعالجة جذور المشكلة الاساسية اصلا وبالتالي فانها ستؤجل الامور لمدة زمنية محدودة قبل انفجار القضية مرة اخري بصورة اكبر حجماً.

ولذلك ينبغي علنيا إعادة النظر بشكل شامل وشجاعة أكبر بشأن المصادر البديلة للطاقة الخضراء والاستثمار فيها بكثرة جنباً الي جنب مع اعادة تقييم نمط حياتنا اليومية وانتاجنا الصناعي بحيث تصبح أكثر صداقه للبيئة وصحية للإنسان نفسه ايضا .

أما بالنسبة لتداعيات الثورة الرقمية وانتشار استخداماتها الواسعة ، فتعد قضية حساسة للغاية تحتاج الي دراسة عميقة ودقيقة لاعقابها الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية كذلك .

إذ يبدو لي شخصيا بان الاعتماد العميق والكبيرعلي تلك التقنية قد افرز نوعا خاصا من انواع البطالة غير المرتبطة بالحاجة الأساسية للفرد للحصول علي عمل ولكن نتيجة لقدرتها الهائلة علي اتمتة معظم الوظائف الروتينية والمعملية والتي كانت تعتبر ذات يوم مقومات اساساية للدخل الأسري .

وهنا تبرز أهمية التدريب المهاري المكث