هل نحن نخاطر بفقدان جوهرنا البشري مقابل "التقدم"? **في حين يركز العالم الحديث بشدة على الابتكار والتكنولوجيا، ينبغي لنا أن نسأل أنفسنا سؤالاً أساسياً: ما هو هدف كل هذا التقدم؟

إن المفهوم الحالي للتنمية غالباً ما يُنظر إليه عبر عدسة اقتصادية ضيقة - ربح أعلى، كفاءة أكبر، وإنتاجية أسرع.

ومع ذلك، فإن الجانب الآخر من العملة لا يتم أخذه بعين الاعتبار بما فيه الكفاية – وهو تأثير مثل هذا النمو غير المقيد على رفاهيتنا الداخلية ومحيطنا الطبيعي.

لقد رأينا بالفعل عواقب هذا النهج المتطرف نحو الاستغلال حيث تصبح الشركات متعددة الجنسيات أكبر وأكثر قوة مما يجعل الحكومات المحلية أقل أهمية وتتحول المجتمعات الريفية تدريجيًا إلى أماكن لإقامة المشاريع الصناعية العملاقة والتي غالبًا ما تخلف وراءها تلوثاً بيئيًا شديدًا وفقدانا للبنية الاجتماعية والثقافية للمكان.

يبدو الأمر كما لو أن البشر يفقدون اتصالاتهم بجذورهم وببعضهم البعض وذلك بسبب التركيز الزائد على المكاسب المالية الشخصية وليس الجماعية.

وعلى الرغم مما سبق ذكره فإنه يوجد جانب آخر يحمل نفس القدر من الخطورة والذي بدأ يؤثر مؤخرًا علينا جميعاَ وهو اعتمادنا الكبير علي الذكاء الاصطناعي والروبوتات لأداء أعمال كانت تعتبر تقليديا مجال اختصاص للإنسان فقط.

فعندما نعطي مهامنا للعقول الإلكترونية ونترك العقل الإبداعي النشيط لدينا جانبا سوف نفقد شيئا ثمينا جدا وهو فرادتنا وهويتنا الخاصة بنا كمجموعة بشرية متنوعة.

إنه مثل ترك جزء حيوي من كياننا خلف القضبان الرقمية!

السؤال المطروح الآن:

كيف يمكن تحقيق تقدم حقيقي يستفيد منه الجميع ويتماشى مع القيم والمعتقدات والجوانب البشرية لكل فرد ؟

!

في النهاية، التقدم الحقيقي لا يتعلق فقط بتحقيق المزيد والمزيد من الثروة ولكن أيضاً بتوفير حياة كريمة وصحية ومجزية لكل فرد بالإضافة إلي ضمان سلامة واستقرار الكون المحيط بنا.

فنحن لسنا روبوهانات تعمل وفق برامج جاهزة ؛ *بل بشر قادرين علی خلق مستقبل أفضل لأنفسنا وللعالم الذي نحيا به.

* لذلك فلنتوقف قليلا ولنعيد النظر فيما نصبو له حقا وفي الوسائل المستخدمة لبلوغه.

فلربما وجدناه أقرب إلينا بكثير ممن نتوقع.

.

داخل قلوبنا وعقولنا.

.

.

وبذلك يكون حقا ذا قيمة دائمة خالدة.

1 commentaires