الديمقراطية، كما نعرفها، هي شكل من أشكال السخرية: يُقدَّم لنا صورة جميلة ومستوحاة من الحرية ولكن في المحافظات التي تتخذ قراراتها، نجدها تتزاحم بالفساد والتلاعب.
إن مشكلة الديمقراطية ليست في أفكارها الأصيلة، بل في كيف يُجسد الناس هذه الأفكار: تحول من نظام حكومي إلى سوق للسلطة.
التصويتات والحملات الانتخابية، عبادات شعبية في مجتمعنا، هي في أغلب الأحيان ديكور للمؤامرات التي تُدير من خلف الكواليس.
نظام يقدِّس حقوق الإنسان، وعلى السطح يخاطب المشاركة والمساواة، لكنه في الحقيقة قد أصبح متجذرًا بشكل عميق في الفوائد الخاصة.
هل نعطي حقًا صوتنا؟
أم أننا نُضغَّط لنستهلك تلك التي يحددها لنا "المسؤولون" كـ "خيارات قابلة"؟
إذا أردنا حقًا الإصلاح، فعلينا أن نبدأ بتفكيك هذه المؤسسات التي تُعزِّز إطارًا لا يستجيب لمخاوف شعوبه.
الديمقراطية، في حالتها الحالية، تُشكل قناة مغلقة لصوت المساواة والعدالة.
إذا كان لدينا فعلاً رغبة صادقة في التغيير، فيجب أن نسأل: هل يمكن لمحرك الديمقراطية السياسي الحالي أن يستخدم بصدق وفعالية؟
الجهود التي تُشغَّل على صعيد "إصلاحات" داخل هذا النظام مبنية على تأثير غير موجود.
إنها كمسابقة فرسانية حيث يتم اختيار أفضل المعطَّشين ليحكموا، بدلاً من أولئك الذين يمثلون أصواتًا مختلفة وأهدافًا أكبر.
هل نقبل دائمًا هذه المسرحية كالطريق "الإجباري" للمشاركة الديمقراطية؟
نحتاج إلى تعزيز الشفافية والتواصل في مجتمعاتنا حتى نُغير من خلايا أساسية لهذا النظام.
نحتاج إلى بناء قدرة حقيقية على التحول، والابتكار في كيفية تمثيل أصوات جميع المواطنين.
الديمقراطية يجب ألا تُشترى بأصوات مباعة، بل يجب أن تكون حقًا صوت الشعب.
منح المواطنين تفويضًا لهؤلاء "المدافعين" ليس مثابرة في التغيير، بل إذْن رمزي للخضوع.
نحتاج إلى أشكال جديدة من المشاركة العامة والتفكير المستقل الذي يُظهِر التقدُّم، ولا يتوقف عند الحدود التي رسمها نخبة حاكمة.
هل جرأنا لنسأل: إذا لم تستجب أشكال المشاركة السياسية كما يتوقعها المثل الديمقراطي، فما هي بدائلنا؟
لنحرص على التفكير خارج صناديقنا المتأسَّسة لنبدِّل تلك التي تُستخدم أجهزة التعذيب الباطنية.
مستقبلنا يعتمد على إرادتنا في استخدام هذه الأدوات بطريقة أكثر عدالة وشفافية، حيث نُغير من محور السلطة لجعله يُبنى على أصوات الناس، وليس فقط لأصوات المتمتعين بالقدرة على التلاعب بها.

#يبرز #بالتساؤل

12 التعليقات