"الذكاء الاصطناعي.

.

بين الأمل والخطر في مستقبل التعليم" في حين يُنظر إلى التقدم التكنولوجي كمحرك أساسي لتطوير قطاع التعليم وزيادة فعاليته وكفاءته، إلا أنه يحمل معه تحديات كبيرة تستحق الدراسة والنقاش العميقين.

فهل ستصبح الأنظمة الآلية بديلة للمعلمين التقليديين؟

وهل ستساهم حقًا في خلق بيئات تعليمية مبتكرة وتفاعلية كما يقترح البعض؟

وهناك تساؤلات أخرى حول مدى قدرتها على التعامل مع القيم الأخلاقية والإنسانية المرتبطة بعملية التعليم، خاصة فيما يتعلق باختلال توازن السلطة والمعايير المجتمعية والثقافية المختلفة.

وفي ظل هذه العقبات المحتملة، ما الذي يمكن القيام به لاستغلال الجانب الإيجابي لهذا النوع الجديد من الشراكة التكنولوجية داخل غرف الصفوف الدراسية اليوم وغداً؟

بالإضافة لذلك، هناك مخاوف جدية تتعلق بانتقائية المعلومات وقدرتها على توليد معرفة غير مكتملة أو متحيزة نتيجة لطريقة تصميمها وبرمجتها.

وهذا أمر مقلق للغاية لأنه يؤثر مباشرة على نوعية المعلومات التي يتم تلقيها وبالتالي مستوى التحليل والتفكير لدى المتعلمين مستقبلاً.

وهنا تأخذ المسألة منحنى مختلف حيث يتحتم علينا وضع الضمانات اللازمة لحماية طلابنا وضمان حصول الجميع على معلومات صحيحة ودقيقة وصادرة عن مصادر موثوق بها بغض النظر عن شكل الوسيلة المستخدمة لنشر تلك المعلومة.

وفي الوقت نفسه، تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من الحلول العملية لصعوبات التعليم التقليدية والتي منها عدم تكافؤ الفرص والميزانيات المالية بين المؤسسات التعليمية حسب موقعها الجغرافي وطبيعتها الخاصة مما يجعل بعض المدارس أقل حظوظًا مقارنة بنظيراتها الأكثر حداثة وثراءً.

ويمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي أحد الطرق الواعدة لسد هذه الفجوة وتمكين كل فرد من اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية والاقتصادية.

ولكن قبل الخوض أكثر في فوائد الذكاء الاصطناعي أثناء عملية التدريس، يجدر بنا أولاً دراسة جميع جوانبه بعناية واتخاذ خطوات مدروسة لمنعه من الاستبدال الكامل لدور الإنسان داخل البيئات الأكاديمية وذلك حفاظاً على سلامة العملية التربوية وأهدافها الأصيلة.

وفي النهاية، سواء كنا مؤيدين أم معارضين لقوة الذكاء الاصطناعي المؤثرة بصناعة المستقبل البشري، فإن هناك شيئ واحد واضح وهو حاجتنا الملحة لإعادة تعريف مفاهيم عديدة ضمن منظومتنا التعليمية الراهنة بما فيها معنى النجاح والطالب المثالي وغيرها الكثير.

فالنجاة الوحيدة للبشرية وسط هذا التسارع العلمي الهائل تتمثل في إعداد الشباب لمواجهة متغيرات الزمن المقبل عبر زرع روح البحث الحر والانفتاح الذهني لديهم منذ الصغر كي لا يصبحوا مجرد آلات تقوم بإدخال بيانات والحصول على نتائج جاهزة، أما الهدف الأساسي فهو صنع بشر مدربي التفكير المنطقي والمتسامح عقليا والذي سينتج عنه بالتأكيد امتلاك القدرة على ابتكار حلول مبهرة لكل مشكلة تواجهه الحياة.

#الوصول

1 মন্তব্য