"الذكاء الاصطناعي والزراعة: هل يمكنهما تحويل الصناعة الزراعية التقليدية؟

"

في عالم يتسم بالتحديات المتزايدة مثل تغير المناخ والتدهور البيئي، يصبح دور الابتكار التكنولوجي أكثر أهمية من أي وقت مضى.

وقد بدأنا نشهد بداية عصر جديد حيث يلتقي الذكاء الاصطناعي بالقطاعات التقليدية كالزراعة لخلق حلول مبتكرة لمواجهة هذه القضايا الملحة.

يمكن للذكاء الاصطناعي (AI) وأجهزة الاستشعار المختلفة أن توفر بيانات حيوية حول الظروف الجوية والرطوبة ودرجة حرارة التربة وغيرها الكثير والتي تعتبر ضرورية لاتخاذ قرارات مدروسة بشأن إدارة المحاصيل بشكل فعال ومستدام.

كما أنه يفتح الباب أمام استخدام الروبوتات الآلية لأداء المهام المرهقة والمتعبة جسديًا للمزارعين بينما يتم مراقبتها عن بعد باستخدام شبكات الإنترنت عالية السرعة وتقنية ٥G .

بالإضافة لذلك، هناك مجال واسع لتحسين سلاسل الإمدادات الغذائية وتعزيز الشفافية فيها وذلك بتطبيق تقنيات البلوك تشين blockchain)) والتي ستضمن جودة المنتجات منذ لحظة زراعتها وحتى وصولها للمستهلك النهائي بالإضافة لإمكانية تتبع مصدرها ومعلومات أخرى متعلقة بها مما يزيد الثقة لدى العملاء ويساهم بخفض معدلات الهدر والحفاظ عليها طازجة لفترات زمنية أكبر بكثير مقارنة بما عليه الأمر عادة حالياً.

إن الجمع بين فوائد هاتين التقنيتين - الذكاء الاصطناعى والبلوكتشين - قد يحدث نقلة نوعية غير مسبوقة داخل القطاع الزراعى العالمى وينتج عنها زيادة الإنتاجية والاستدامة وسط الظروف الصعبة الناتجة عن التأثيرات البشرية والمناخية أيضا!

وفي نهاية المطاف فان هذا النهج سيساعد بإذن الله تعالى علي ضمان الأمن الغذاء العالمي الحساس جدّا والذي يؤثر تأثيرا مباشرا علي حياة البشر جمعيا خاصة سكان الدول الاقل نموا الذين يعتمد أغلبيهم اعتماد شبه كامل علي النشاطات الاقتصادية المرتبطة بهذه الصناعات.