هل نحن مستعدون حقًا لما بعد عصر الإنترنت؟

مع كل خطوة إلى الأمام في التطور الرقمي، نشهد اتساع الهوة بين العلاقات البشرية وأدوارنا الاجتماعية التقليدية.

لقد أصبح "الانفصال" كلمة مألوفة عندما يتعلق الأمر بعالم الإنترنت الذي يلتهم اهتماماتنا ووقتنا.

ومع هذا الواقع الجديد، هل فقدنا الاتجاه الأساسي لعقيدة الحياة التي تربطنا ببعضنا البعض وبقيمنا المشتركة؟

بالنظر إلى حركة حرية المرأة كمثال بارز، فإن التقدم نحو المساواة والديمقراطية يتطلب جهدا جماعيًا ومراجعة دائمة للنظام الحالي.

إن الحقوق لا تُمنح بل تنتزع بنشاط مستمر!

فهل ستكون تقنية المعلومات سلاحا مزدوج الحافة يؤدي لتعزيز تلك الجهود أم سيحول دون وصول الصوت النسائي للمجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات المؤثرة؟

وفي السياق نفسه، يجب التعامل بحذر شديد فيما يخص الفتوى المتعلقة باستثمار الدولة.

فالشرائع السماوية وضعت قواعد صارمة لحماية المال العام والحفاظ عليه لأجل الخير الجماعي.

إلا إن اتباعها حرفياً قد يعيق فرصة النمو الاقتصادي والاستقلال الوطني خاصة امام تغير المناخ السياسي العالمي واتفاقيات التجارة الدولية الجديدة والتي غالباً ما تفرض قيودا اقتصادية على الدول النامية.

وبالتالي، ينبغي دراسة مدى ملاءمتها لهذه المتغيرات العالمية لتضمن عدم تحويل عبارات التمسك بالقيم الدينية لتحويلاتها السلبية.

وفي النهاية، لن يكون هناك حل وسط بين الرقي الحضاري والسلوك البشري الطبيعي دون قبول واقع تأثير الثورة الصناعية الرابعة (العصر الرابع للصناعة) وما صاحبها من ثورات رقمية.

فعلينا جميعا الانتباه لهذا الخطر الداكن والخروج منه أقوى مما كنا عليه بالأمس.

1 تبصرے