هل يعقل أن نستبدل العمل بروح المغامرة والإنتاجية؟

ربما حان الوقت لأن نعيد النظر في مفهوم النجاح المهني ومفهوم الانجاز الذاتي بعيدا عن الارتباط الوثيق بالساعات الطويلة وتراكم المسؤوليات المرهقة.

إن التجارب الحياتية للمهاجرين الذين غادروا مصر للسعي وراء آفاق مهنية واسعة في الخارج تعلمنا درسا قيِّماً حول المرونة وقدرتنا البشرية الرائعة على التأقلم.

لقد تحدوا الظروف الصعبة بتكيُّفاتٍ عملية وثقافية جذرية جعلتهم يقبلون أعمالا ربما لم يفكروا بها قط قبل هجرتهم، متخليـن بذلك عمَّا اعتبروه سابقا أدنى مستوى ممكن لقبوله كخيارات عمل مناسبة لهم ولظروفهم آنذاك.

وهذا يشير بقوة نحو ضرورة فتح أبواب جديدة أمام ذواتنا تسمح لنا باستقطاب مصادر دخل غير تقليدي قد يجلب سعادة وسعادة عائلية مستمرة حتى لو بدا ذلك مخيفا بعض الشيء للوهلة الأولى!

إن الحديث عن حاجز "الأمان المادي" الذي يحول دون تحقيق العديد منا لطموحات زواج وعائلة أمرٌ جدير بالتأمّل أيضا خصوصا حين نرى كيف دفع هذا الحاجز شبابنا لمغادرة الديار طلبا لاستقلال اقتصادي يسمح لهم بتحقيق رغباتهم الأساسية في تأسيس كيانات اجتماعية خاصّة بهم.

كما أنه لمن الملهم حقّا معرفة مدى نجاعة التعليمات القرآنية والنبوية كموجه أساسي لسلوكيّتنا خلال الكوارث والكآبة المجتمعية وذلك بتذكُر أهمية التوازن والحفاظ عليه كأسلوب حياة يوميّ بدل اعتبارها شيئا مؤقتيا مرتبط فقط بحلول الأزمات الآنية.

فلنشجع ثقافة تقدير الذات واحترام الآخر ضمن حدود منظومة قيم راسخة تؤتي ثمارها بغض النظر عن تقلبات الزمن وتحدياته المختلفة.

أخيرا وليس آخرا.

.

هل سنغتنم الفرصة ونحول وقت فراغنا الناتج حديثا جراء كورونا لحساب ذاتي منتجة وبناءة عوضا عن الضياع وسط أمواج وسائل التواصل الاجتماعي بلا نهاية؟

اتركوا بصمتكم الجميلة بهذا العالم ولا تدعو أي لحظة تمر عليكم عبثا!

#الوطنية #الجديد #بالتسوق #الإبداعي

1 Komentari