هل هناك حقاً توازن؟

إن الحديث عن التوازن غالباً ما يُظهر جهداً واعيًا لإيجاد استقرار وسط الفوضى، لكنّه قد يتحول أيضاً إلى مجرد وهمٍ نفسيّ ندعو إليه لأنفسنا.

فعندما نفكر في العالم ونظامه المعقد، سنجد صعوبة كبيرة في تحديد عناصر ثابتة ومتوازنة.

خذ مثال الطقس مثلاً، فهو يتغير باستمرار بسبب عوامل متعددة وغير متوقعة تقريباً.

وكذلك الحال بالنسبة للصحة، فقد أصبح المرضُ مرادفاً للحياة بسبب تغير نمط حياة الإنسان الحديث والسلوكيات الخاطئة المنتشرة عالمياً.

وفي عالم السياسة، يبحث المرء دوماً عن الحقائق المخفاة خلف الكواليس وقرارات المسؤولين الذين يدَّعون النزاهة والصدقية.

لكن دعونا ننظر للحقيقة بعمق أكبر.

.

إن مفهوم التوازن نفسه ليس ثابتاً، فهو نسبيٌّ ويتغيّر حسب منظور كل فرد وظروفه الخاصة.

وبالتالي فإن البحث عنه يشبه مطاردة سراب، وكلما اقترب منه أكثر ابتعد وهرب!

إذاً ماذا يجب فعلها إذن؟

!

ربما علينا إعادة تعريف معنى التوازن بحيث يشمل القدرة على التعامل مع عدم اليقين والفوضى بشكل صحي وبناء.

عندها فقط سنتمكن حقاً من العيش بسلام داخلي واستقرار عقلي، بغض النظر عما يحدث خارج أسوار بيوتنا وجدران قلوبنا.

وفي النهاية، تبقى الحياة رحلة مليئة بالتحديات والمغامرات، وعلى الرغم من عدم وجود ضمانات للوصول لتلك المرحلة المثالية المسماه "التوازن"، إلا أنها تستحق التجربة والاستكشاف لأنه لا شيء أجمل من اكتشاف الذات وطريقها الفريدة نحو السلام الداخلي.

🎨✨

#العلاج