"في ظل حديثنا السابق عن الحسد وعواقب لحظات الوداع، يتبين لي أن هناك رابطًا غير مرئي بين هاتين الظاهرتين.

وكأن الحسد في جوهره حالة من الرغبة الملحة لما لدى الآخرين، وهو ما يؤدي بنا إلى الشعور بالإقصاء والإحباط عندما يغادرون أو يفارقونا.

في الواقع، لا يكمن الحل في منع اللحظات الحميدة للأخرى بل في تنمية الروح التي تدرك قيمة العلاقات وما تحمل معه من سعادة وخير.

بهذا المعنى، يمكن اعتبار كل وصول وكل رحيل جزءا ضروريًا من الدروس الحياتية الثمينة التي نسعى لتحقيقها.

إن تعلم تقدير الوقت الذي نقضيه برفقة أحبائنا - سواء كانوا حاضروا معنا اليوم أم ليس إلا ظلال ذكريات غادرة - يسهم بشكل فعال في تخفيف وقع الحسد.

فالاحتفاء بما لدينا حاليًا، والاعتراف بحتمية مرور الفرص والناس بهدوء، يسمح بإعادة التركيز نحو الداخل حيث تكمن قوة التحمل والسكون النفسي.

بهذا القدر من الوعي والنظر إلى الحياة بعقلانية وإيجابية، تصبح لحظات الوداع ليست مجرد انفصالات جسدية وإنما طرق لإعادة اكتشاف الذات وقيمتنا الخاصة.

"

11 التعليقات