هل تصنع أدواتنا شخصياتنا حقاً؟

هل تساءلت يوماً لماذا نحمل مثل هذه المشاعر القوية تجاه بعض الأشياء التي نصادفها يومياً؟

الهاتف الذكي الذي لا نفارق، السيارة التي تقودنا، وحتى كوب الشاي الصباحي.

.

.

كلها تحمل طاقة عاطفية غير معلن عنها.

ربما يكون السبب بسيطاً: نحن نسقط أنفسنا عليها.

كما قال أحد الكتّاب سابقاً، "الأدوات ليست مجرد وسيلة لتحسين حياتنا، بل هي انعكاس لما نجهله عن ذواتنا".

لكن ماذا لو كانت هذه العملية عكسية؟

ما إذا كنا نستمد بعض جوانب شخصيتنا من الأشياء التي نستخدمها؟

خذ مثلاً هاتفك الذكي.

إنه امتداد لأيدينا الآن، مركز معلوماتنا، وعالم الاتصال الخاص بنا.

هل بدأنا نعتمد عليه في الذاكرة والتواصل الاجتماعي حتى درجة تأثير ذلك على سلوكنا ومهاراتنا الاجتماعية؟

وهل أصبح الاعتماد الكبير على التطبيقات الذكية يجعلنا أقل اعتماداً على القدرة البشرية على الارتجال والإبداع؟

وفي الوقت نفسه، دعونا ننظر إلى الطعام.

فهو ليس مجرد مصدر للتغذية، ولكنه أيضًا رمز ثقافي وروحي.

عندما نطبخ ونعد الطعام بأنفسنا، فإننا نسبغ عليه قطعة منا.

وفي حالتنا الحديثة عن الطعام، ربما بدأنا نفقد هذا الارتباط بسبب وفرة الخيارات المعدة مسبقاً والتي غالباً ما تتجاهل الأصالة والقيمة الغذائية الحقيقية.

ثم هناك الجانب الاقتصادي.

كيف تؤثر أدواتنا الاقتصادية، سواء كانت الشركات أو الأسواق المالية، على فهمنا لأنفسنا وللمجتمع؟

هل نحن فعلاً مسؤولون عن قراراتنا الاقتصادية أم أنها تأتي نتيجة لقوى خارجية خارج نطاق سيطرتنا؟

الحقيقة أن كلا هذين العالمين – العالم الرقمي والعالم المادي – يلعبان دوراً أساسياً في تشكيل هويتنا.

ومن المهم أن نتذكر دائماً أننا لسنا مجرد مستخدمين سلبيين لهذه الأدوات؛ بل لدينا الدور النشط في تحديد كيفية استخدامها وتوجيه تأثيرها.

بالتالي، دعونا نبدأ نقاشاً حول العلاقة الدقيقة بين الإنسان والأداة: كيف نشكل أدواتنا وكيف تشكل أدواتنا هوياتنا.

#شهية

1 মন্তব্য