*التطور العلمي والتقدم التكنولوجي هما بوصلتا الحضارة الحديثة التي تقودنا نحو آفاق لم تخطر ببال أحد.

*

لكن هل هذا التقدم يسير بخطوات متوازنة ومتساوية لكل طبقات المجتمع؟

أم أنه يغذي هوّة بين الأغنياء والأفقر فتكبر وتتسع؟

لقد بات واضحاً جلياً كيف تستغل النخب السياسية والاقتصادية العلم والتكنولوجيا لصالح مصالحها الخاصة فقط؛ فتنتشر البطالة بسبب الآلات الذكية والروبوتات المؤتمتة، بينما تتزايد الثروات الهائلة لدى القلة الذين يتحكمون بمفاتيح السلطة والمعرفة والعلم المتطور.

إن الأمر أشبه بسباق ماراثوني حيث تنطلق مجموعتان مختلفتان بنفس الوقت ولكنهما تسيران باتجاهين متعاكسين.

.

.

مجموعة أولى تركض للأمام مستفيدة مما توفره العلوم وتقنياتها الجديدة وما تولده من فرص عمل ونمو اقتصادي وشامل للمجتمع ككل، ومجموعة أخرى تختنق خلفها لأنفسها بين جدران الفقر والحرمان الاجتماعي نتيجة عدم قدرتهم حتى الآن للاستفادة القصوى من تلك القوة الدافعة للتنمية الشاملة والإنسانية والتي هي جوهر المعنى الحقيقي للعلم البشري.

فلابد إذَنْ من وضع خطط وسياسات عامة هدفها الأساسي تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة أمام الفرص والاستخدام الأمثل لما يقدمه العالم لنا اليوم عبر اختراعته وابتكارتِه المختلفة بحيث يكون الجميع شركاء فيها وفي فوائدِها وليس جزء صغير منها كما يحدث حالياً.

إن المستقبل ملك لكل الناس سواء كانوا أغنياء او فقراء وسيتوقف نجاح واستقرار المجتمعات بشكل كبيرعلى مدى عدالة توزيع خيراته وثماره.

فالعالم يتغير بسرعة كبيرة جداً ويجب علينا التأكد بأن جميع البشر قادرون علي اللحاق بركب الحياة بدون أي عقبات تحول بينهم وبين ذلك الحق الطبيعي والفطري والذي يعتبر أساس قيام حضارة مزدهرة حققت السلام الداخلي والخارجى لشعوب الأرض جمعاء.

1 Kommentarer