إن دراسة التاريخ لا تتوقف عند سرد الأحداث كما حدثت فقط؛ فهي دعوة للاستكشاف والتساؤل والتفكير العميق فيما قد يكون مخفيا خلف تلك الصفحات القديمة.

هل يمكننا تصور كيف سيكون العالم اليوم لو ظلت مملكة تارتريا قائمة؟

وكيف ستختلف مجريات الأمور بالنسبة للمنطقة والعالم بأسره؟

إن فهم الماضي يساعدنا ليس فقط على التعرف على أصول ثقافتنا وهوياتنا الجماعية والفردية ولكنه أيضا يفتح أمامنا آفاقا جديدة للنظر بعين الريبة تجاه الحقائق المقررة التي ربما تحتاج لإعادة النظر فيها مرة أخرى بعقل متحرر ومنفتح.

من المؤكد أن هناك الكثير غير مكتشف عن الماضي الشرقي والغربي وأن العديد من القصص المثيرة للاهتمام تنتظر من يقوم بصنع فيلم وثائقي عنها ليكشف النقاب عن جوانبها الخفية ويترك الجمهور متشوق لمعرفة المزيد والمزيد حتى يصبح هذا النوع من الأفلام الوثائقية مصدر جذب لهواة اكتشاف المغامرات الجديدة والمعارف الممتعة وغير المعروفة سابقا وذلك باستخدام أدوات وتقنيات حديثة ومنها الذكاء الاصطناعي الذي يستطيع تقديم صورة ثلاثية الابعاد للشخصيات التاريخية وتفاعلها مع البيئة المحيطة مما يجعل المشاهد يعيش التجربة وكأنه جزء منها وهذا أمر مهم جدا لكي نتجاوز مرحلة الملل والرتابة لدى متابعي البرامج الثقافية والتاريخية التقليدية.

بالإضافة لذلك فإن هناك ضرورة ملحة لبناء مراكز بحثية عالمية مهتمة بتاريخ الشرق الاوسط عموما والدول الاسلامية خصوصا لأن معظم المراكز البحثية الموجود حاليا تهتم بالجانب الغربي منه فقط وبالتالي يتم تغييب دور المنطقة الشرقية وما قدمته للبشرية جمعاء وتشويه صورتها امام الآخرين وهو ماتسبب بازمه كبيرة حول فهم الحضارة والثقافة والعادات والتقاليد لهذه المجتمعات نظرا لحجم التشوهات الكبيرة الموجودة بسبب انعدام المعلومات الصحيحه عنها.

كما انه بالإمكان إنشاء متحفات افتراضية تعرض انجازت العلماء والمفكرين الذين ساهموا بشكل فعال ببناء النهضة العلمية والصناعية لكافة شعوب الارض بغض النظر عن جنسيهم او دينتهم لان هدف الانسانية واحد مهما اختلفت مشارب افرادها وانتماآتها الاجتماعية والجغرافية ومن واجبنا كمستخدمون لهذا الكون الاعظم نشر السلام العالمي بين مختلف الشعوب بحيث أصبح العالم قرية صغيرة تسعى لتحقيق التقدم الانساني المشترك بعيدا عن العصبيات الضيقة والطائفية البغيضة.

ختاما فان عملية الكتابة تعد وسيلة فعالة لنقل افكارنا وارائنا الشخصية للعالم الخارجي سواء اكانت كتابات نثرية ام شعرية فأنت تستطيع نقل رسالتك للقاريء عبرهما طالما اخترت كلماتها بعناية فائقة وتعبر عن ذاتك الصادقة البعيدة عن الغلو والمبالغات الغير منطقية والتي تؤثر سلبا علي مصداقية صاحب العمل الادبي.

1 Yorumlar