هل يمكن أن نتصور اقتصادًا عالميًا خاليًا من الحروب والصراع؟

ربما يبدو الأمر مستبعدًا بالنسبة لكثيرين ممن يرون أن الحرب هي جزء أساسي من التاريخ البشري وأن الربحية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتلك الصراعات.

ومع ذلك، دعونا نعيد النظر في العلاقة بين الحرب والنمو الاقتصادي.

فقد أصبح واضحًا الآن أن تكلفة الحروب باهظة للغاية، سواء كانت خسائر بشرية أو مالية أو بيئية.

كما أنها غالبًا ما تؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي طويل المدى.

إن وجود عدد محدود جدًا من الشركات المسيطرة عالمياً ليس بالأمر الجديد.

فهناك بالفعل عدد صغير نسبياً من الشركات المتعددة الجنسيات التي تهيمن على قطاعات مختلفة من الاقتصاد العالمي.

لكن ما يميز هذه المرحلة الجديدة هو مدى سهولة الوصول إلى المعلومات والمعرفة والتي قد تساعد الشعوب على فهم طبيعة العلاقات بين تلك المؤسسات وتأثيراتها على الحياة اليومية لهم وعلى القرارات المصيرية المتعلقة بالحياة والسلام وحماية البيئة وغيرها الكثير.

.

.

لذلك فلنجعل من هدف الوقوف ضد أي شكل من أشكال الاستعمار الجديد واستخدام موارد الأرض لصالح البشرية جمعاء وليس لمجموعة قليلة تتمتع بنفوذ هائل.

ومن أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة ينبغي دعم وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم وكذلك الصناعات المحلية بما يعزز الاعتماد الذاتي والاستقلال الاقتصادي لكل دولة وشعب.

وفي المقابل ستكون هناك حاجة ملحة لإعادة هيكلة المؤسسات التعليمية والثقافية بحيث يتمكن الشباب خاصة -وقلوب المستقبل النابضة- من اكتساب المزيد من المهارات والمعارف اللازمة لبناء عالم أفضل وأكثر سلاماً وعدالة اجتماعية.

وفي النهاية، إنه لمن دواعي السخرية حقًا أنه بينما يسعى البعض للاستفادة ماديا من الدمار والعنف، يظل الآخرون يعملون بلا كلل لحفظ السلام وبناء جسور التواصل بين الأمم المختلفة.

وهذا دليل آخر يؤكد أهمية تبني منظور شمولي ومتكامل للنظر للواقع الحالي وللتحديات العالمية الملحة بغرض وضع خطط وبرامج عملية قابلة للتطبيق واقعيا وفكريا.

فالهدف النهائي واحد وهو ضمان حياة كريمة للإنسانية جمعاء فوق اختلاف ثقافاتها وقوميتها وجغرافيته.

#يغفل #السيطرة #أبعد #سابقة