كيف يعمل التغير المناخي كمحرك لتحويل النظام الغذائي العالمي؟

مع تسارع آثار التغير المناخي - بدءاً من الجفاف الشديد الذي يهلك حقول القمح شمال أفريقيا حتى الفيضانات الغارقة لمزارع الأرز جنوب آسيا – فإننا نقترب بسرعة من نقطة تحول حاسمة فيما يتعلق بصحة نظام غذائينا العالمي.

هذه الظروف الجوية المتطرفة ليست فقط تهديد مباشر للإنتاج الزراعي الحالي؛ بل إنها أيضاً تعمل كنظام دفع قوي لإعادة تشكيل ما نستهلك ونزرعه وكيف نفعل ذلك.

هذا يعني ليس فقط خفض اعتمادنا على بعض أنواع محاصيل الأساس (كالذرة والقمح) لكن أيضا البحث عن حلول مبتكرة ومقاومة للتكيف مع مستقبل أكثر سخونة وجفافاً وأكثر عدم قابلية للتنبؤ بها.

مثلاً، قد يحتاج العالم العربي لتوسيع نطاق زراعته لاستغلال المحاصيل الأكثر مقاومة للجفاف كالتمور والبقوليات.

وفي الوقت ذاته، سيكون هناك طلب متزايد على الأغذية البحرية بسبب أبحاث تُظهر أنها أكثر مرونة تحت ظل تغير المناخ مقارنة بالممارسات الزراعية التقليدية.

بالإضافة لذلك، ستزداد أهمية البحوث والتطور العلمي لتوفير بذور وقشريات مزروعة بإتقان واستعداد للمواجهات الجديدة للمناخ.

وهذا سيفتح الباب أمام تنوع أكبر في نظامنا الغذائي ولكنه سيفرض علينا تبني عادات أكلة وأنماط حياة مختلفة تمامًا.

إن التفكير في كيفية التعامل مع تحديات التغير المناخي يجب ألا يقتصر فقط على تصورات بيئية أو اقتصادية صرفة؛ بل ينبغي لنا النظر إليه أيضًا كتحدٍ حضاري وإنساني يستوجب تغيير جذري لكيفية رؤيتنا للنظام الغذائي ولطريقة حياتنا العامة.

#طويلة #انخفاض #لبعض #لنمو

12 التعليقات