"في عالم تتسارع فيه عجلة التقدم التكنولوجي، يعيد التاريخ نفسه بشكل مخيف.

فكما حدث خلال الثورة الصناعية الأولى التي حولت المجتمعات الزراعية إلى مصانع عملاقة، فإننا اليوم نواجه ثورة رقمية تهدد بمسخ خصوصياتنا وهوياتنا الفريدة.

إن التحذيرات التي أطلقناها سابقاً بشأن تأثيرات التكنولوجيا على تعليمنا وجذور ثقافتنا لم تعد مجرد سيناريوهات مستقبلية بعيدة الاحتمال.

"

"لقد أصبح الواقع الافتراضي بديلاً عن العالم الحقيقي، وأصبح التواصل الرقمي بديلا للتفاعل البشري الأصيل.

ومع ذلك، بدلاً من مقاومة هذا التيار المتزايد، نستسلم له بسهولة وكأن لا مهرب منه.

إليك سؤالاً مؤرقاً: كم من الوقت سنجلس ونشاهد دون فعل أي شيء بينما تتحول جامعاتنا إلى متاجر بيع الشهادات ودروس عبر الانترنت فقط؟

"

"بالإضافة إلى ذلك، عندما نتحدث عن فقدان الهوية الثقافية بسبب العولمة، فعلينا أيضاً أن نطرح أسئلة جدلية أخرى مثل: ماذا يحدث لمعتقداتنا الدينية وقيمنا الأخلاقية وسط موجات الإعلام والثقافة الغربية الطاغية؟

وما هي مسؤولياتنا تجاه الحفاظ عليها وعلى نقلها للأجيال القادمة؟

"

"وفي حين يتجاهل الكثيرون أهمية التوازن الصحيح بين العمل والحياة الشخصية، والذي يعتبر أمر حيوي للصحة النفسية والعقلية، إلا أنه وبشكل مفجع، يستمر الناس في مطاردتهم لإنجازات خارقة ينتج عنها شعور زائف بالإشباع الداخلي والرغبة في المزيد دائماً.

وهنا يجب أن نعترف بأن سعادتنا الحقيقة تأتي من فهم ذاتنا ومن إيجاد معنى لحياتنا خارج دائرة عملنا وانجازاتنا المهنية.

"

"لذلك، فلنتوقف قليلا ولنعيد تقييم اولياتنا مرة اخرى.

فلنشجع بعضنا البعض على تبني نهج اكثر وعياً وشاملية لحياتنا الرقمية والمادية كذلك.

دعونا نعمل معا لبناء مجتمع يقدر الهوية والقيم والمعرفة الحقيقية فوق المصالح الاقتصادية والسطحية.

"

1 Mga komento