من القلب إلى المائدة: شمولية التنمية وثراء التقاليد

نحن أمام فرصة لاكتشاف رابط غير متوقع بين مجالين يبدو أنهما مختلفان تمامًا: المشاركة المجتمعية والتنمية المستدامة، وبين فن الطهو وتعدد الثقافات.

بينما تدعو أولى الاقتباسات إلى تشكيل السياسات العامة بدءًا من القاعدة الشعبية بدلاً من النخبوية التقليدية، فإن الثانية تستعرض كيف يتحول الطبق البسيط إلى سفير للنقلة الثقافية عبر الزمان والمكان.

هل يمكن ربطهما؟

بالتأكيد!

تخيل لو طبقنا مبادئ المشاركة المجتمعية ذات المستوى المحلي والديموقراطية الفعلية لتحسين الحياة اليومية وحل مشكلات المجتمع المحلية أولًا قبل حل المشكلة الوطنية.

.

.

ماذا لو اعتبرنا تشكيلة المطابخ المختلفة مصدر غنى وهدف للسعي نحو مفهوم أكبر وأسمى للتسامح والتعايش؟

فلنفترض.

.

.

لو كانت الحكومة تتعاون بشفافية ومعرفة حرفية مع المواطنين أثناء وضع خطط التنمية الخاصة بهم؛ ولو استخدم الناس مطبخهم كمنصة لعرض تراثهم وقبول الآخر المختلف عنه.

عندها فقط سنرى قوة فعلية للإسهام بالحلول الذكية التي تناسب الجميع والتي ترضي جميع الأطراف كما يفعل مزيج النكهات الفريدة عند تقديمها جنبًا الى جنب لإعداد وصفة شهية ولذيذة تجمع بين أصناف كثيرة وغير تقليدية مما يبرهن أهمية التعاضد الجماعي والإدارة الرشيدة للموارد المتاحة بحكمة.

وبالتالي.

.

لا يتعلق الأمر ببساطة بإدخال تعديلات بسيطة هنا وهناك بل إنه يتجاوز ذلك ليصل بنا لفضاء واسع مليء بالإنجازات بما فيها زيادة الإنتاج وتشجعيه وذلك نتيجة حماس الأهالي لرغبتهم بالتطور الاجتماعي والثقافي والحضاري لكل منطقة وفئة عمرية وفئات اجتماعية مختلفة.

وبالمثل عندما يتم دمج عناصر غذائية صحية وشهية ضمن قائمة واحدة تجذب جمهور واسعا هذا يعني تحقيق هدفين مهمَّين مع بعضهما البعض ألا وهما الصحة العامة ورضا العملاء الاستهلاكيين.

الخلاصة:

قد تبدو العلاقة بعيدة ولكنها قريبة جدا حين ننظر إليها نظرات عميقة ودقيقة فهي بوابة للتغييرات الجذرية التي تستحق الاحترام والتقدير والتي بدورها سوف تؤتي ثمارْها اليانعة بعد فترة قصيرة نسبياً إذا ما بدأ العمل عليها منذ الآن.

فعندها سوف نشهد تقدُّماً ملحوظاً في كلا المجالَين سواء فيما يتعلق بقرار سياسي يأخذ بالحسبان رأي الجمهور أم اختراع نوع جديد من الوصفات الشهية والمعروفة عالمياً!

1 Komentar