هل تُهدِّدُ ريادة الأعمال المُستقبل الوظيفي التقليدي؟

إنَّ ظهور منصات الاقتصاد الرقمي قد غَيّر مفهوم العمل ومسؤولياته بشكل جذري.

فالعديد ممن كانوا يعتمدون سابقاً على وظائف منتظمة الآن يتجهون نحو الريادة كوسيلة لكسب العيش وبناء مستقبل مهني خاص بهم.

ومع ذلك، هل هذا التحوّل نحو الريادة يُعَد تهديدًا للموظفين الذين ما زالوا يعملون ضمن هيكلية الشركات التقليدية؟

وهل سيصبح المستقبل المهني مرهون بقدرتك على تأسيس مشروعك الخاص أم بشغل منصب داخل مؤسسة قائمة؟

قد تبدو المقارنة غير منطقية لأن كلا المسارين له مميزاته وعيوبه.

لكن الواقع يشير إلى انتقال واضح لسوق العمل العالمي باتجاه المزيد من المرونة والانخراط الحر عبر الإنترنت والذي غالبا ما يرتبط بريادة الأعمال الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وهذا يدعو لتساؤلات حول مدى استعداد سوق العمل الحالي لاستيعاب العاملين الذين اعتمدوا طوال حياتهم العملية على عقود ثابتة وضمان اجتماعي مقابل ساعات طويلة داخل مكتب مغلق.

كما يضع السؤال التالي نفسه بقوة أكبر: «كيف سنتعامل مع الأجيال القادمة والتي ربما لن تعرف سوى عالم ليس فيه خطوط فاصلة بين المنزل والمكان الذي تؤدى منه المهام اليومية» ؟

بالإضافة لذلك، هناك جانب آخر مهم وهو تأثير مثل هذه التغيرات الجذرية على الصحة النفسية للفرد وعلى نوعية الحياة عموماً.

فقد تشعر بعض الأشخاص بأنهم يفقدون شعور الانتماء ويواجهون عدم اليقين بشأن دخلهم الشهري بسبب الطبيعة العشوائية لريادة الأعمال خصوصا حين يتعلق الأمر بالمشاريع الناشئة حديثاً.

ومن ناحية أخرى، يوفر نموذج الريادة حرية كبيرة واتخاذ قرارات مستقلة مما يجعل العديد منهم راضيين عن اختيار مسارهم حتى وإن صاحب ذلك مخاطر مالية وجدول زمني مضطرب.

وفي النهاية، سواء اخترنا طريق الشركة المنتظمة أو قمنا بتأسيس أعمالنا الخاصة، يجب أن ندرك أهمية التعليم المستمر والتطور الشخصي للحفاظ على مكانتنا في أي اقتصاد متغير باستمرار.

فلنتعلم دروس التاريخ ونرى كيف بقيت الأنواع الأكثر قدرة على التأقلُم هي الوحيدة القادرة على الاستمرار والبقاء.

هل نشهد فعليا نهاية الحقبة الصناعية وبزوغا لعصر جديد يقوم أساسا على قيم مختلفة عما ألفناه خلال القرن الماضي؟

وما الدور الجديد لدولة رفاهية موجهة لقوى السوق العالمية المتحركة دوماً بسرعة فائقة!

#يتميز #أنه #تحمل

1 Reacties