هل "التاريخ من أجل الشعب" لن يكون سلاحًا في أيدي جيل جديد من الأغلبية المهيمنة؟
هذه المبادرات، بطابعها المثالي، تُلقى غالبًا لتخفيف عزائم الجموع وتقديم شكل مخصص من الحقيقة.
ألا نسأل أنفسنا: هل هذه المرة هي التي سيُغدَّر فيها "الشعب" بتاريخه ليتم توجيهه وفقًا لخطة مبرمجة؟
فكروا، كل النظم قديمًا أو حديثًا، هدفهم إسكات الأصوات المتفردة.
تاريخنا لم يُكتب بالقلم وحده؛ تحت ظروف مواتية، كان الشعب مجرّد قطع دون أسماء على خرائط السلطة.
هذه المحاولة لإعادة "صياغة" التاريخ تبدو وكأنها إعادة تشغيل قديم لتقنية قديمة: استئصال الهوية وإعادة كتابة الماضي لتناسب أجندات جديدة.
ألسنا نرى صورًا من الماضي تُكشف بقوة عن سحق الروح الثائرة والمعارضة؟
كان لهذه الصدامات قيمتها في تعزيز الشجاعة.
ما هي "الأمانة" التي نُبديها إلى أنفسنا إذا سلمنا بالمرة واحدة فقط من الموارد التاريخية لإعادة صياغتها؟
ألا تستجد أصوات الذين كانوا آباءنا في مسرح الصمت، مطالبين بتكافؤ أكثر شفافية وإنصافًا؟
إذا سُمح للقلة بتحديد من يُختار له حظ التسجيل في تاريخ الأمة، ماذا يبقى للأغلبية من آثارها؟
نعرف أن "التاريخ" لا ينطوي على إشادة فحسب، بل هو مزيج متدفق من التضحيات والخيانات.
الجدل حول من سيُكتب، وماذا سيُكتب، يثير تساؤلًا لا غنى عنه: هل ندفع بشعوبنا إلى ذاتية مرة أخرى، لتظل رئيسة كموضوعات مكتوب عنها فقط وليس من قبلها؟
الأفق مليء بحذر: هل نستقبل حقًا إصلاحات تُدرّج لنا في سجل الشعوب التي فُقدت، أم أننا قد نُغرى إلى حلم جديد مسبَّق، وهذه المرة في زي "الأصالة"؟
كوم الشكوك لا تزال كبيرًا: من هو المستفيد الحقيقي من هذه "إعادة التفسيرات"، ومن سيظل مغلّى في ضباب الأساطير الجديدة؟
# تاريخ الشعوب لا يكتب بالضرورة بالحروف الذهبية، بل بالإصرار والمقاومة.
فلنحرص أن نظل نحن هم المؤلفين الأوليين في كتاب حياتنا، دون أن يُجبر علينا التاريخ الذي تبدع لنا.

#إهمالها #البعض

15 التعليقات