لنعتبر الثقافة بحيرة ثابتة في حين تمر بها عواصف التغيرات: هذه الأخيرة لا يجب أن تُدفع الماء إلى خارج الشواطئ وإنما تتحول إليها، مكوّنةً جزراً غامرة في هذه الأساطير.
لقد كان من المفترض أن تُعتبر التغيرات نعمة وحافزًا للتطور، لكن هنا يكمن الجريء: ماذا لو كانت بالأحرى فرصة لإعادة تشكيل أساسنا الثقافي نفسه؟
لننظر إلى الثقافة على أنها قماش يُغزل في صالات متنوعة، حيث كل ثقب وكل شق هو جزء من التاريخ.
فكر في الجيل المصرف للذاكرة الجماعية: بدلاً من تحديث محتوى هذه الذاكرة، يُقترح إزالتها وإعادة كتابتها.
إن استغلال التاريخ لصالح المستقبل يشير إلى تحول جذري في دور الثقافات.
ما زالت مسؤولية الحفاظ على هوية ثقافية واضحة، لكن سأدعوكم إلى التخلي عن بعض المظانِّ وإعادة تشكيلها.
ربما نقوم بتجارب في الأساليب الفنية أو التعديلات اللغوية، مستقصاء إلى أي حد يمكن للثقافة أن تحتضن التغير دون فقدان جوهرها.
القوة في هذا المفهوم تعود إلى قدرته على الإبداع بلا حدود.
لم يعد الأمر مجرد احتضان التغيرات، بل فرصة لنشر ريشًا جديدة في طائر ثقافي قد نكون أنسجناه بعزلة.
فإذا تمت عبرة الثقافات باعتبارها مجالات للتجربة والابتكار، فأحداث التغير المستمر ستصبح جزءًا من الخيط الذي ينسج نسيج الثقافة الحية.
وهل ترون في هذا مفقودًا لشيء، أو فرصة لإبداع جديد لم يُستكشَف بعد؟

#حواجز #فرصا #أهمية