في أعماق تاريخنا وشواهد حضارتنا تكمن هويتنا الوطنية، حيث تتداخل جذورنا البيئية والتراث الثقافي لتشكّل صبغتنا المميّزة.

وفي قلب هذه المعادلة نجد المكان الخاص الذي نحمل فيه ذكريات الأجداد، ونجسد فيها أحلام المستقبل.

فالطبيعة، بصمودها وسحرها، هي المرآة التي تعكس إنسانيتها داخل الحدود الجغرافية لدينا.

إن امتداد الصحراء الشاسع في المملكة العربية السعودية، مع نخيل تمرها الخضر وجبالها الرامسة، يجسد الصمود وعدالة الحياة تحت الشمس الحارقة.

أما جمال جزر الفلبين البعيد والخفي، المغلف بسراب البحر والغموض الأخاذ لقوانين الغابة المتشعّبة هناك، فيرسمان صورة عن القدرة البشرية على التنقل وسط الضباب بلا خوف ولا ارتباك.

وفي المقابل، تصدت الهندوراس ببسالة للحياة رغم انعدام المساحة الزراعية المناسبة بسبب كثافتها السكانية المرتفعة بشكل غير مسبوق عالمياً.

وهذه الشواهد جميعها تشير بإصرار إلى قوة الإنسان وانتصار روح الإنسانية فوق العقبات مهما كانت حجمها وعظمها.

ومن ثم يأخذنا الحديث نحو دور هؤلاء العمالقة الذين صنعتهم هذه الأرض بفضل عملهم الدؤوب وفكرهم الثاقب.

فعندما نتحدث عن الأمن الغذائي والاستدامة البيئية ونظام تجاري عادل، نحن لا نشير فقط لتحقيق مصالح مادية قصيرة المدى وإنما ندافع عن حق الأجيال المقبلة بحياة كريمة مستقرة وآمنة حتى ولو بعد مرور قرون بعيدة.

وهذا يتطلب فهماً حقيقياً لماضي مجتمعاتنا وثقافاتها ودراسته بعمق وإدراك واضح لكيفية ترجمة خبرات آبائنا وأجدادنا إلى طاقة دفع للإبداع والجهد المُثمِر الحالي والمستقبلي.

لذا دعونا نبسط رؤانا العملية ونطبق قوانا القانونية بما يعزز من روابط شعبنا بأصوله، فالثقة بالوطني والدفاع عنه هما أساس نجاح أي مشروع نهضوي حديث يرغب في النهوض بممتلكات البلاد والثروات الطبيعية بها لصالح المواطنين كافة دون استثناء.

فلنح

13 टिप्पणियाँ