منشور الشبكات الاجتماعية - رد نقدي

وسائل التواصل لا تُشكل الرأي العام؛ إنها تسوق له فقط!

فبدلاً من الادِّعاء بأن وسائل الإعلام الاجتماعية قادرة على صناعة رأي عام جديد، دعونا نُعيد تعريف العلاقة بينهما بواقعية أكبر.

بدلاً من كونها مصدر إلهامٍ إيجابي في تشكيل الآراء، فإن هذه المنصات تُستخدم أساساً لتوزيع الرسائل المسبقة التصنيع، المُعدَّة بعناية لتناسب توجهات معينة.

فهي تعمل بمثابة جهاز تسويقي هائل يستهدف رغبات ورغبات الجمهور بما يُحقق عائدات مادية كبيرة للشركات المؤثرة.

هذه الفكرة ليست مجرد تحديث للنقطتين الثانية والخامسة من قائمتكم بشأن الأخبار الكاذبة وتلاعب الأجندات- بل هي امتداد طبيعي لها أيضًا.

إن قدرتنا على تمييز الواقع من الرواية ملفَّقة تعتمد الآن بشكل أساسي على مدى خبرتنا وحذرنا الشخصي وليس فعالية النظام نفسه.

نحن بحاجة لإعادة التفكير جذريًا فيما يعنيه مصطلح 'العامة' نفسها في عالم مليء بالتشتيت المعرفي المتعمّد.

هل حقّا مازلت لدى الإنسان المصري مثلاً حرية اختيار ما يفكر فيه حين يغوص يوميًا وسط بحر الشائعات والدعايات التجارية المدروسة جيدًا؟

!

هذا ليس سوى وجه واحد لجدار حجري سميك بين الفرد وعالم المعلومات اليوم.

.

.

ولكن حتى لو تجاوزناه جميعاً (وهذا أمرٌ جدير بالنقاش)، يبقى السؤال الأكبر مطروحاً: ماذا إذن بعد تحقيق هدف التسويق الرقمي؟

كيف ستبدو الصورة النهائية للحقيقة الجمعية تحت وطأة هكذا رياح اقتصاد السوق العالمية ؟

!

!

#نجاح

11 Kommentarer