الثورة الرقمية وآثارها على التفاوت الاقتصادي عالميًا

مع تقدّم التكنولوجيا وصعودها كمحرك رئيسي للتحولات الاقتصادية حول العالم، يبدو أحيانًا وكأننا نسير بخطى متسارعة نحو "اقتصاد ذكي" أكثر عدلاً وعدالة اجتماعية.

إلا أن الواقع المعقد يشير عادة إلى عكس ذلك.

بينما تُحدث التكنولوجيا طفرة في التعليم -كما رأينا- تسمح بتوزيع أفضل للمعارف واقتراب من تكافؤ الفرص,إن تأثيرها غير مباشر وغير مشمول دائماً ضمن مخططاتها.

تأثير التكنولوجيا على التفاوت الاقتصادي العالمي معقد للغاية ولا يخلو من تناقضات.

فتُظهر الدراسات كيف يُمكن لتطورات مثل الروبوت الآخذ بالانتشار والقائم على الذكاء الاصطناعي الاستبدال التدريجي لمهام وحرف اليد العاملة التقليدية والتي تعتمد عليها كثيرٌ من البلدان ذات الوضع الاقتصادي المتوسط والضعيف.

وهذا ما يعزز ويعمق الفوارق الموجودة أساساً بدلاً من إلغائها.

وفي الوقت الذي يُحدث فيه التعليم الرقمي نقلة نوعية خاصة بالنسبة للفئات المهمشة والمحتاجة جغرافياً أو مالياً، فإن هؤلاء هم نفس الأشخاص الأكثر عرضة لفقد وظائفهم نتيجة لأنظمة العمل الرقمية الحديثة.

بالإضافة لذلك، قد تخلق هذه الإنظمات فجوات معرفية جديدة عندما لا تنطبق أشكال التعلم الذكي بشكل فعال لدى الجميع بسبب الاختلافات الثقافية والفروقات الاجتماعية الكبيرة.

لذا وعلى الرغم من كل مزايا الثورة الرقمية الواضحة في مجالات كثيرة جدا، بما فيها التعليم، فإنه ينبغي لنا أيضاً الاعتراف بالتبعات المحتملة –والمرجح حدوثها- فيما يتعلق بهذا النوع الجديد من المجتمع الموغل في رقمنة حياته اليومية والذي سي

13 Kommentarer