هوية عالمية رقمية: رهان ثقافي جديد

في ظل حوار الشرق والغرب المتنامي، وفي ضوء الثورة التكنولوجية في مجال التعليم، يبدو أننا نواجه تحديًا مستقبليًا بالغ الأهمية: كيف نحافظ على هويتنا الثقافية وسط موجة التحديث العالمية؟

إن الدور الرائد للتكنولوجيا في توصيل المعرفة جعل من اللازم التفكير مليًا فيما يحدث الآن.

بينما تدعم الأدوات الرقمية فرصاً هائلة للوصول إلى التعليم الشامل والمُخصص لكل فرد وفق سرعته وإمكاناته، فإنها تهدد أيضاً بإقصاء الجانب البشري الحيوي من العملية التعليمية.

وقد أثار هذا القلق قضية جوهرية تتعلق بهويتنا الوطنية وتقاليدنا الثقافية.

فأحد المخاطر الكامنة خلف اعتمادنا المكثف على التكنولوجيا يكمن في احتمال فقدان تماسك مجموعتنا الاجتماعية وانصهار هويتنا الفريدة ضمن هوية عامة غير محددة، مُسَيَّجة بسياج رقمي افتراضي.

لكن الطريق أمامنا ليس مقفلاً.

يمكننا اعتبار هذه اللحظة نقطة انطلاق مبتكرة لاستكشاف شكل جديد من أشكال التعايش cultural syncretism يجمع بين المرونة الرقمية عمومًا والقيم الإسلامية/العربية خصوصًا.

وإليك التصوّر المقترح: "المدرسة العربية الرقمية".

إنها بيئة افتراضية حيث يتم توظيف التكنولوجيا بشكل فعال لتحقيق هدف سامٍ؛ وهو نشر ونشر رسالة الإسلام الحقيقية عبر مساحة رقمية واسعة الانتشار.

تسمح هذه البيئة باستمرارية وجود المؤسسات التقليدية مثل المدارس والكليات الجامعية وغيرها، لكن بشروط جديدة تلبي احتياجات القرن الحادي والعشرين.

حيث تستطيع فرق التدريس استخدام وسائل الإعلام الجديدة لإنجاز أعمالهم اليومية، وستتاح الفرصة للطلاب للاستماع إلى ندوات علماء الدين الشهيرة والاستمتاع بمجموعة متنوعة من المواد التعليمية المصممة خصيصا لهم.

ومن خلال القيام بذلك، سنضمن بقاء روح مجتمعنا نابضة وحاضرة حتى تحت سيطرة شبكة الإنترنت العالمية.

بهذا الشكل، سوف نعيد رسم خرائط طريقنا ضمن اقتصاد معرفي حديث ملتزم بقيمه الأصلية وسائله الناطقة بلغتها الأم وإن كانت عبر باب رقمي واسع!

12 Kommentarer