في ظل ثورتنا الرقمية الهائلة، أصبح التوازن بين التقنية والتقاليد في التعليم قضية حاسمة.

فبينما تجلب لنا التكنولوجيا فرصًا واعدة لتخصيص التعليم وتعزيز المشاركة، يجب علينا الانتباه حتى لا نفقد تراثنا الغني بالقيم الدينية والثقافية.

الإسلام، دين العلم والمعرفة، يدعو إلى استغلال كل الوسائل المتاحة للإبحار بسفينتنا المعرفية نحو آفاق أرحب.

ومع ذلك، يجب أن يكون هذا الإبحار تحت راية القيم الإسلامية، بحيث لا تغيب العقيدة ولا تخفت الأصالة.

وكذا الأمر بالنسبة لقيمنا الثقافية، فهناك خطر محتم أن تنسيء التقنيات الحديثة بحكم احتدام القد والمجدد.

لحفظ التوازن الأمثل هنا، ندعو لنشر التعليم الهادف الذي يجمع بين عمق التاريخ وثراءه وبين سحر المستقبل وإمكاناته.

وهذا ممكن عبر عدة خطوات: أولها دمجهما؛ أي جعل المناهج الدراسية تتضمن عناصر ثقافتنا المحلية والفقه الديني بشكل حيوي ومنفتح.

ثم تأتي مشاركة نخبة من الأساتذة الذين يفوق خبرتهم التقليدية والخلفية التقنية في آن واحد.

أخيرا وليس آخرًا، دعونا نعطي الأولوية لبرامج التدريب المستمر لكافة العاملين في القطاع التعليمي لمساعدتهم على التنقل بحرص داخل مساحة مشتركة تجمع القدامى بالجدد.

وفي النهاية، إن إرساء نهج تعليمي شامخ يحترم ويستغل بالتساوي كنوزنا القديمة وحقول ابتكارات المستقبل ليس فقط انتماء إلزامي لعصرنا الحالي بل أيضا حق أصيل لفخر هويتنا الإنسانية.

13 التعليقات