في ضوء المتطلبات الجديدة لعصرنا الحديث، يبدو وجود خطوط واضحة بين العلم والتكنولوجيا من جهة والقيم الإنسانية والدينية من جهة أخرى أمراً في غاية الأهمية.

وكما يشير أحد المواضيع، يعد فهم ومعالجة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) أمرًا بالغ الأهمية لصحة ورفاهية الشباب.

وبالمثل، فالحوار حول كيف يمكننا دمج التكنولوجيا بشكل مسؤول داخل بيئتنا الثقافية الإسلامية يمثل تحديًا بنفس الدرجة.

إذا نظرنا بعناية، يمكن ربط هذين الموضوعين عبر نقطة المركزية وهي "القابلية للتركيز".

بالنسبة للأطفال الذين يعانون من ADHD، يتم الربط بين ضعف التركيز والعادات الصحية مثل النظام الغذائي والنوم.

وفي حين أن العلاج الدوائي وأساليب التدريب المهاري تساعد حقاً، إلا أنه عند النظر إلى تأثير التكنولوجيا، قد نشهد نفس النوع من التحولات السلبية إذا لم يكن المستخدم قادرا على التحكم في تركيزه واستخدامه للتكنولوجيا بمسؤولية.

قد يكون لدينا مثال حديث لهذا في شكل "الإدمان الرقمي"، حيث يمكن أن تؤدي فترات طويلة أمام الشاشات الذكية إلى انخفاض القدرات المعرفية وبالتالي زيادة عوامل الخطر المرتبطة بانقطاع الانتباه وعدم التركيز.

ومن ثم، بينما نقاوم علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يجب أيضاً أن نساعد الأشخاص على مقاومة العوامل الخارجية التي تنقص من قدرتنا على التركيز والانتباه.

هذا الطريق الجديد يقودنا إلى أهمية التعليم والتوجيه.

سواء كان الأمر متعلقا بصحة الأطفال النفسية أو استخدامنا للإمكانيات الإلكترونية، فالتربية هي المفتاح لتحويل التحدي إلى قوة.

دروسه لنا هي تعلم كيفية تطبيق التكنولوجيا بما يتماشى مع قيمنا الخاصة بدلا من سيطرتها علينا.

إنها دعوة للاستماع مرة أخرى إلى أصواتنا الداخلية وإيجاد طريقة جديدة نظيفة وممتدة لفهم العالم ضمن الحدود التي حددتها معتقداتنا وقيمنا الإنسانية المشتركة.

15 التعليقات