التقدم هو نسخة من "الحبكة" التي يُجبر فيها الأفراد على البقاء دائمًا كأعمال مستعجلة.
إنه قصة تروى بلغة أثير الأمان وتوعد بحياة أفضل، لكن في غالب الأحيان يُطلب منا التخلي عن هوياتنا الجذورية كشرط أساسي.
إنه لمثيل للاستعمار الداخلي، حيث تتولى المؤسسات والقصص المُروّجة عبودية أفكارنا وأحلامنا.
فلنتخيل سيناريو مرعب: في عالم يشهد "التقدم" كما نعرفه، قد تُصبح ثقافاتنا الغنية وتقاليدها جزءًا من الماضي المحفور بشكل فارسي على شاشات الهواتف الذكية، مستعمرة أصوات الأجداد لخدمة ربح القليل.
هنا، يُعتبر تلك التكنولوجيا التي كان من المفترض أن تثري حياتنا قيودًا جديدة على فكرنا وإبداعنا.
هل يمكن لأحدهم الآن اقتراح إعادة برمجة "التقدم"، محولة إياه من هوس جديد للسيطرة والفراغ إلى مبادرة أصيلة تُحترم التنوع وتؤكد على الاندماج بشكل حقيقي؟
يحتاج هذا الإعادة للسير من خلال استيقاظ مزدوج: الأفراد والمجتمعات ينبغي أن يتحولوا إلى تاريخهم، يُستكشف بشغف ويُطبق كأساس للابتكار المستدام.
فقط من خلال تجاوز الفراغات التي خلقتها "التقدم"، يمكننا بناء مستقبل حقًا أصيل وشامل.
أليس هذا المقال عن الثورة؟
لا ثورة تُجرى في المواقف العامة، بل انتفاضة شخصية.
يحدّ من أجلها كل حي له فكرة مميزة عن "التقدم".
هذه الثورة تتطلب من المجتمعات والأفراد اتخاذ السيطرة بشغف، وإعادة استخدام أدوات التقدم كزناد لإثارة تحول حقيقي داخليًا.
فلنضع معايير جديدة لتقييم "التقدم": السؤال الأكثر أهمية هو، هل يخدم هذا التغيير مصالح المجتمعات والفرادة البشرية بدلاً من فرض تعريف خارجي لنجاح؟
كان "التقدم" يجب أن يكون كلمة قديسة، مصطلحًا يرمز إلى الأمل والتقدم العادل.
بدلاً من ذلك، نشهد كيف تُستخدم لتبرير التغييرات التي تبتعد عن هذا المثالية.
إذًا، دعونا نطرح الأسئلة: من يقرر ما يجب أن يكون "التقدم"؟
كيف يمكن للناس بشكل فردي وجماعي إعادة صياغة هذه القصة لتضم جميع تنوعات حياتنا البشرية؟
دعونا ندفع بعناوين الأسئلة، ولا نقبل "التقدم" كمجرد همسة من الزخارف التي تغطي المحادثات الأصيلة.
هل سنكون شهودًا على إعادة برمجة أو نبقى مستعبدين؟

#قاطع #عبير #ينسج #المعاصر #مواجهة

12 التعليقات