في ظل تراثنا الشعري القديم الغني والحاضر المزدهر، يبدو جليا دور الشعر باعتباره مرآة تعكس جماليات وثقافات مجتمعاتنا العربية.

إن استخدام اللغة الشعرية لم يكن فقط للتعبير عن الأحاسيس الشخصية والمواقف الفردية، ولكنه أيضا أداة قوية للنضال السياسي والفكري.

إذا نظرنا إلى شعر الحكمة في العصر الجاهلي حيث كان الهدف الأساسي هو ترجمة المعرفة الإنسانية المتراكمة عبر الزمن، فنحن نشاهد نفس النهج لدى الشاعر المعاصر ياسر التويجري.

فهو يحاول -كما فعل السابقون- نقل التجارب الذاتية ومعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية بشكل غير مباشر باستخدام الصور البيانية والألفاظ الجميلة.

لكن هل يتوجب علينا الآن التفكير فيما إذا كان لهذا الدور التقليدي للشعر مكان ضمن عالم أصبح أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا والعولمة؟

ربما يتغير شكل التواصل لكن الرسائل لا تزال مهمة.

قد يجلب عصر المعلومات الجديد تحديات جديدة أمام الشعراء العرب؛ فقد تحتاج الكلمات الآن إلى أن تتصدى للقضايا الرقمية والحقوق الإلكترونية والتغيرات المناخية وما إلى ذلك.

إلا أنه وعلى الرغم من كل هذه التحولات، يبقى الشعر راسخاً كنقطة اتصال بين الجماهير عبر مختلف الأوقات والحقب، طالما كانت هناك روح صادقة تتحرك خلف تلك الأقلام.

إنه تذكير بأن الفن الحقيقي خالداً وقادراً على الانتقال عبر الأجيال والساحات الجديدة.

22 মন্তব্য