في قلب الأحداث الناشئة حول منابع المياه الحيوية وفي فضاء الثقافة العربية، تتقاطع مساران مهمّان، كلاهما يحمل دلالات كبيرة واستراتيجيات مختلفة.

من جهة، يأتي سد النهضة الإثيوبي ليطرح تحديات جيوسياسية واقتصادية جسيمة، حيث تمثل هذه الهيكلة العملاقة نقطة تحول محتملة للنظام البيئي والسياسي لموارد مياه شرق أفريقيا.

ولا يمكن فصل الجدالات الدائرة حوله عن السياقات التاريخية والثقافية المتداخلة لنهر النيل.

إنها قصة تدور بين الاحتياجات الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي وحماية التراث المشترك لمنطقة واسعة.

ومن الجانب الآخر، نرى عمل الأدباء الذين يستغلون اللغة لتوجيه الفكر الإنساني نحو الذات والعالم الخارجي.

يعد كتاب "أحلام وأشجان" للشاعر الكبير أحمد مطر شاهداً حياً على قوة الكلمة وقدرتها على إبراز التعقيد الروحي للعيش في ظل الصراعات والحروب.

يُظهر مطر بدقة مهارة الشعراء العرب القدماء والمعاصرين في استخدام تقنية الإطناب - خاصة تكرار الكلمات والجمل – لتعزيز التأثير العاطفي والوضوح الذهني داخل القصيدة الواحدة.

فهو ليس مجرد توضيح ولكنه أيضا فن يؤكد أهمية الاختيارات اللغوية.

بعبارة أخرى، كل من سد النهضة والإبداع الفني للأديب مطر يعكسان طرقاً فريدة للتعبير والتواصل تحت ظروف صعبة.

فبينما يشكل الأول مصدر قلق جاد بشأن موارد الطبيعة والدبلوماسية الدولية، فإن الثاني يتحدث عن الحاجة الإنسانية المستمرة للحكمة والفصاحة الشخصية

#الشعر #والمفعمة #الوضوح #والإيجاز #الأخيرة

21 التعليقات