في ضوء نقاشاتي الأخيرة حول الشعور الوطني المحموم وشجون محمود درويش في وطن، وعن التحديات المعاصرة لأزمة التكنولوجيا مقابل الخصوصية، يبدو لي أن هناك رابطًا خفيًا يحتاج إلى التنقيب عنه.

ما إذا كان التكنولوجيا الجديدة هي التي تؤدي بنا نحو فقدان هويَّتنا الوطنية، أو كيف يمكن استخدام هذه التقنيات للحفاظ على تراثنا الثقافي والفكري وتعزيز ارتباطنا بوطنينا.

ربما لا يكمن الخطر فقط في اختراقات بياناتنا الشخصية وإنما أيضا في تأثيرها على هويتنا الجمعية.

هل نحن نخسر كياننا الوطني حين نسعى للاستفادة من العالم الرقمي؟

وكيف يمكن لهذا الاستخدام للتكنولوجيا أن يدفعنا بعيدا عن جذورنا ويغيب ذاكرتنا الجماعية؟

على سبيل المثال، القصيدة "وطن" لدرويش تصور حب الوطن باعتباره رباطا روحانيا، مرتبط بذاكرة جسدية وجغرافية.

لكن في الزمن 디جيتال الحالي، حيث يتم استبدال التجارب الواقعية بتجارب افتراضية، هل ستصبح الصورة الافتراضية للوطن أكثر جاذبية من الوجود الفيزيائي له؟

ومتى يعتبر الانغماس في العالم الرقمي عبئا ثقافيا يقوض الانتماء الوطني الأصيل؟

بالنظر إلى الجانب الآخر، يمكن للتكنولوجيا أن تساعدنا أيضا في إبراز وإعادة تعريف تعريف الهوية الوطنية.

يمكن استخدام الوسائط الرقمية لنشر الثقافة وتاريخ البلد وحكاياته الشعبية؛ مما يحافظ على الهوية الثقافية ويعزز الفخر الوطني.

لذلك، دعونا نتساءل: كيف يمكننا تحقيق توازن بين احتضان التقدم التكنولوجي وعدم تناسي جوهر هويته الوطنية؟

ربما الطريق يكمن في تعليم الأجيال القادمة احترام تاريخهم وثقافته وكذلك منافع الثورة الرقمية - ليس كطرفين متعارضين، بل كجزأين مكملين للهوية الوطنية الحديثة.

12 التعليقات