في ظل عالم يتغير بسرعة وفي ظل البحث المتواصل عن توازن أفضل بين حياتنا الشخصية والمهنية، يبدو أنه من المهم أيضاً إعادة النظر في أسس نظام تعليمنا الحالي.

ما إذا كان التعليم المستدام هو الخطوة التالية في رحلتنا نحو مجتمع أكثر توازناً ومسؤولية بيئيًا؟

إذا كنا نتفق مع رأي عامر بن خليل حول كوننا أكثر من مجرد أدوات إنتاج، فعندئذٍ فإن إضافة منظور التعلم مدى الحياة - وهو جوهر التعليم المستدام - يساهم في تحقيق هذا الهدف.

بدلاً من مجرد التركيز على التدريب المهني، يقدم التعليم المستدام فرصة للتعلم الشخصي: تعلم كيف نعيش حياة متوازنة، وكيف نحترم الأرض ونحافظ عليها.

وعلى غرار قضية التوازن بين العمل والحياة، لا يكمن نجاح التعليم المستدام إلا في إدراك القيمة الحقيقية لهذا النوع من التعلم.

إن قبول أن التعليم يجب أن يتجاوز كونه مصدر شهادات وظيفية ولكنه جزء حيوي من تنمية الإنسان والعالم من حولنا.

ومن ثم، يعد الاندماج التام لهذه المبادئ ضمن المناهج الدراسية أمر بالغ الأهمية.

إضافة لذلك، اقتراح عبد الرؤوف الدرقاوي بشأن التدريب والتخطيط السياسي للاستدامة يعكس حقاً حاجتنا الملحة للتخطيط والاستعداد للتغيير.

فبقدر ما يحتاج الطلاب والمعلمون للإرشاد والتوجيه، تحتاج الحكومة أيضا السياسات والبرامج اللازمة لتشجيع ودعم مثل هذه المبادرات.

إن التعلم المستدام ليس مجرد تعديل بسيط للنظام الحالي؛ إنه تحول جوهري يستحق التفكير فيه ومناقشته بصبر وبحث مستمر.

إنها دعوة لإعادة تعريف دور التعليم الخاص بنا والمجتمع الأكبر عامةً في عالم اليوم الأكثر تعقيدا واتصالاً.

15 Kommentarer