التوازن بين الحقوق والواجبات في الفكر الإسلامي قد يبدو سهل التنفيذ نظرياً، ولكنه غالباً ما يصطدم بالحقيقة القاسية في التطبيق العملي.

إن الدعوة إلى "التوازن" تحمل في طياتها عادة خيار القدرة الاختيارية، وكأن الشخص قادر على اختيار ما يناسبه منها حسب رغبته الشخصية.

هذا الأمر يدفعني للسؤال: هل يمكن فعلاً الفصل بين الحقوق والواجبات؟

أم أنها جزء لا يتجزأ مما نسميه الشخصية الإنسانية الكاملة؟

الإسلام يشدد على أهمية المسئولية الشخصية، ويؤكد على أنه لا يوجد حق بلا واجب مقابله.

فالعلم ليس مجرد حق مكتسب وإنما أيضًا دور ومهمة تقوم بها الذات.

وبالمثل، العمل لا يقتصر على مطالبة بالأجر وحسب، ولكنه كذلك شرف وضرورة أخلاقية.

نفس الشيء بالنسبة للحياة الأسرية - الحب المتبادل والمعاملة الحسنة هما حق وعهد مقدس بنفس الوقت.

إذاً، بدلاً من التفكير في التوازن باعتباره عملية اختيار بين البديلتين، ربما علينا إعادة صياغة الأمر ليصبح إدراك للنظام الطبيعي للإنسان.

العالم المثالي ليس عالم الخيارات الثنائوية، ولكنه عالم الوحدة التامة بين الحقوق والواجبات، حيث تصبح الأخيرة وسيلة طبيعية لاستيفاء الأولى.

إنها دعوة لأن نحول المصطلح من واحد عددي (التوازن) إلى واحد معنوي (الوحدة).

#pli #لأداء #المشترك #نفسه

26 التعليقات