مقدمة: الانصهار بين الطب الرقمي والاقتصاد الجديد

مع تسارع التطور في مجالي التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي, يبدو لنا أن لدينا أمام مشهد مستقبلي حيث قد لا تنفصل الأمور الطبية والعلمية بشكل كامل عن الجوانب الاقتصادية والعملية.

هذا الترابط الغير مسبوق بين الصحة والاقتصاد يطرح أسئلة مهمّة حول كيف سننظر إلى النظام الصحي والمكان الذي سيشغله فيه الإنسان مقابل الآلة.

الطب الكيوبتي وحاجة المجتمعات لسوق عمل ذكي

إذا ما انطلقنا مما قدمناه سابقاً بشأن الأدوية البيولوجية والذكاء الاصطناعي، يمكن تصور "طب كيوبات"، وهو شكل جديد للرعاية الصحية يستند أساسياً إلى استخدام التقنيات الحيوية جنباً إلى جنب مع الخوارزميات الذكية.

لكن هذا النوع من العلاج سوف يحتاج لقوة عاملة ذات مهارات عالية ومتنوعة.

من جهة أخرى، بينما تستبدل الروبوتات اليوم الكثير من الأعمال اليدوية، فقد تحتاج المستشفيات والمراكز الصحية مستقبلاً لمن لديهم فهم عميق لكلٍ من هندسة الأحياء الدقيقة وعمل خوارزميات التعلم العميق - وهي وظيفة ربما يصعب عليها التشغيل فقط بمساعدة برامج روبوتية بسيطة.

الأخلاق والقوانين في عالم التطبيقات الحيّة للدكتور AI

بالانتقال نحو الجانب القانوني والأخلاقي لهذه المشاهد الجديدة، فهناك العديد من الأسئلة غير المطروحة حتى الأن: هل نتوقع رقابة مشددة على استخدام البيانات الشخصية ضمن سياق التجارب السريرية المرتبطة بـ"المعالجة الذاتية" (Self-Healing)؟

وماذا عن حقوق المرضى الذين يعالجون بواسطة نماذج ذكاء اصطناعي خاضعة لبراءات اختراع لشركات خاصة؟

هذه الأسئلة ليست مجرد نقاش فلسفي فارغ؛ بل هي جزء حيوي من الخطوات اللازمة نحو تحقيق توازن صحيح بين الاستفادة القصوى من التقنية وبين ضمان العدالة الاجتماعية والصحيحة الأخلاقية.

وفي النهاية، يحثنا الواقع الحالي على التفكير بشكل مختلف حول علاقتنا التقليدية بالموضوع الطبي ونظام العمل الخاص بنا.

إن تراكم المعرفة عبر التاريخ البشري سوف يكون ضروريًا ولكنه بالتأكيد ليس كافيًا بمفرده.

فنحن نواجه مرحلة جديدة تتطلب معرفة واسعة بنواحي علم الأعصاب والإحصائيات الرياضية بالإضافة لفهم العمليات اللوجستيكية وإدارة الأعمال الصغيرة.

إنها حقبة "الثورة المعرف

#والعلوم #المهيري #وخلق #بالكامل

13 التعليقات