تأثير تغير المناخ على مجالات الطاقة المتجددة: تحديات وممكنات مستقبلية

مع اتجاه العالم نحو تبني مصادر الطاقة الخضراء مثل الطاقة الشمسية، فإن تأثيرات تغير المناخ لا تخلو أيضًا من كونها عامل مؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على هذا الانتقال الطاقوي الأخضر.

بينما تشغل محطات الطاقة الشمسية المساحات اللازمة لها وقد تساهم في تغيير البنية البيئية المحلية، إلا أنها قد تصبح أكثر عرضة لعواقب تغير المناخ نفسها.

على سبيل المثال، يمكن أن يتفاقم ذوبان الثلوج والجليد بسبب الاحتباس الحراري، مما يسفر عن زيادة تواتر الظواهر الجوية القاسية بما فيها العواصف الرملية والأمطار الغزيرة.

وهذا بدوره سيؤثر على سلامة وفعالية تركيبات الطاقة الشمسية، حيث تحتاج الألواح الشمسية للحفاظ على نظافتها وكفاءتها لتوليد الكهرباء بكفاءة.

وبالتالي، سنحتاج إلى حلول مبتكرة لتوفير تنظيف وصيانة دوري فعال لأجهزة توليد الطاقة الشمسية حتى أثناء تلك الظروف الجوية الصعبة.

بالإضافة لذلك، تعد بحوث واستراتيجيات إدارة المياه جزء أساسي أيضا فيما يخص الطاقة الشمسية؛ فالتركيز الشمسي عالي الكثافة (CSP) يستعمل باستمرار كميات كبيرة من الماء لصنع بخار التشغيل للمولدات الحرارية المرتبط بها.

وفي ظل احتمال انخفاض هطول الأمطار والتغيرات الموسمية غير المنتظمة، سيكون الحفاظ على مصدر موثوق به لإمدادات المياه أمر مهم للغاية لدعم إنتاج طاقة CSP بحيث يبقى مستقراً ومتوازناً مع محيطه الحيوي.

ومن منظور آخر، إذا أخذنا بعين الاعتبار الوضع البحري الذي تعرض للتدهور نتيجة للتغيرات المناخية العالمية، فقد أدى حموضة مياه البحر الناجمة عن امتصاص ثاني أكسيد الكربون الزائد إلى زعزعة تكافل الأنواع البحرية المختلفة.

هنا يأتي الدور الريادي للبحث العلمي الهندسي لاستحداث تصميمات ألواح شمسية بحرية مصممة خصيصاً لتحمل ظروف عالية الحمضية مع ضمان بقاء وظائفها الأساسية كاملة القدرة والكفاءة.

خلاصة الأمر أنه رغم وجود بعض العقبات الجديرة بالملاحظة أمام توسيع اعتماد الطاقة الشمسية عالمياً ضمن سيناريوهات تغير المناخ المتغيرة - والتي تتضمن موضوعي "الاستغلال المكاني" و"تحديات الاستدامة"- لكن هذه الحقائق أيضاً تحمل بذور الابتكار والحاجة الملحة لحلول تكنولوجيا مُبتكرة تستجيب لمقتضيات مرحلة ما بعد النفط وبناء مجتمع حيادي الانبعاثات الكربونية حقاً!

#بيولوجي

15 Kommentarer