بالنظر إلى النقاشات المتداخلة حول استخدام التكنولوجيا في التعليم والفجوات الرقمية من ناحية، وبين دراسة تأثير التغيرات المناخية على الاقتصاد العالمي من الجانب الآخر، يمكن لنا الآن النظر في كيفية تفاعل هذين الموضوعين وكيف قد يؤثر كل منهما على الآخر.

إذا أخذنا بعين الاعتبار التطبيقات الرقمية في التعليم، نرى أنها ليست فقط وسيلة لإنجاز المهام الأكاديمية التقليدية بل أيضا أداة أساسية في تنمية المهارات اللازمة للعصر الحديث - بما في ذلك التفكير الناقد والإبداعي.

إلا أنه يجدر بنا طرح تساؤل آخر وهو: هل سيكون هذا النوع من التعليم متاحًا لكل شخص؟

الفجوة الرقمية ليست مقتصرة فقط على الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة الحديثة، بل تمتد أيضاً إلى فهم العمليات المعقدة المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات.

وفي الوقت نفسه، نعلم أن الظروف المناخية القاسية يمكن أن تتسبب في تعطيل خدمات الاتصالات والبنية التحتية للإنترنت.

وهذا يعني أن القدرة على التواصل والوصول إلى المعلومات الهامة قد تصبح محل شك أثناء حالات الطوارئ المرتبطة بالمناخ.

على سبيل المثال، إذا كانت المدارس تستخدم النظام الإلكتروني لإدارة الدروس والواجبات المنزلية، فقد لا تستطيع تقديم المواد التعليمية أثناء فترة طويلة بلا كهرباء نتيجة لعاصفة أو زلزال.

وفي حالة فترات طويلة جداً من الجفاف، قد يتقلص مصدر الماء المستخدم في المدن الصغيرة مما يقيد استخدام الشبكات الإلكترونية ويتسبب بفقد الموثوقية فيها.

ومن ثم، يأتي التساؤل الكبير: كيف يمكن تحقيق هدف جعل التعليم رقميًا شاملاً وممكنًا حتى في ظل ظروف مناخية متغيرة وغير مستقرة؟

ربما ينبغي البحث عن نماذج عمل تعتمد أقل على شبكات الإنترنت الثابتة وأن تكون مستعدّة لاستقبال البيانات باستخدام طرق بديلة مثل الأقمار الصناعية أو الراديو ذات النطاق عريض الموجات.

هذه الأفكار الجديدة تبدأ من نقطة مشتركة بين الاثنين السابقَين وهي ضرورة الجمع بين الاستفادة المثلى من تكنولوجيا اليوم وحماية مجتمعاتنا ضد مخاطر وآثار التغيرات المناخية.

إنها دعوة لبناء نظام تعليمي مرن قادر على التكيف مع أي سيناريوهات مستقبلية.

#العديد

20 التعليقات