تدور هذه الرحلة الأدبية والفلكلورية حول تعمق وتعمق في طبيعتنا البشرية ومعنى وجودنا ضمن سياقات متعددة ومتنوعة؛ فمن جهة، نجد تركيزًا على دراسة التأملات العميقة بشأن الزوال والغياب عبر رواية "وخيل لي ان كل شيء ذهبا".

بينما من الجانب الآخر، نتعرّف على قوة وجلال شخصية زيوس الملك الإلهي -رمز السلطة والقوة- حسب التقاليد القديمة للإغريق وكيف أثّر ذلك في تشكيل مفاهيم المجتمعات حول العالم.

بين هذين الكونين المتداخل، يبدو غياب الشيء سواء كان ماديًّا أم معنويًّا هو خيط مشترك ينسج حكاياته الخاصة بكل واحد منهما; فالرواية تتناول بحث الضائع عن ذاكرته وفكرة الحياة بعد الموت، وهو أمر مماثل لما يتحدث عنه فولكلور الإغريق حيث يتمحور دور زيوس كإله طيب القلب ورؤوف يحكم مصائر بني آدم بما فيها منحهم حياة ثانية "حيوات" أخرى بالجنة حسب معتقدات الحضارة الاثرية تلك.

وبالتالي يمكن القول إن البحث الدائم لدى الإنسان عن ماهيته ودوره وقدرته على تجاوز حدود الجسد محاولة لاستعادة جزء منه قد ضاع او اختفى بسبب الظروف المختلفة للحياة المؤقتة هنا على الأرض.

وهذه حالة مشتركة تجمع بين مختلف التجارب البشرية والمعرفية، وتمثل بذلك نقطة تحاور وجدل مستمر داخل النفس والجماعة المسكونتين بفكرة عدم الاستقرار والحاجة للتأكيد المستمر للهوية الشخصية الخاصة بالموجد وغير الموجودة بطريقة ما.

21 Kommentarer