أصداء الماضي: عندما الجامع والمسرح يتفاعلان في رحلتنا عبر الزمن من عصر الخلافة العباسية الأولى إلى مدينتي جوثام المخيلة، يمكننا رؤية تماثل مذهل بين عالمين مختلفين: أحد يقيم في أرض الواقع وأخر ينمو ضمن أحضان الخيال.

بينما كانت الحضارة العربية في ذروتها الفنية والثقافية خلال حقبة عظيمة من التاريخ الإسلامي، وبالمقابل تظهر لنا جوثام بازدواجية الغنى والبؤس، وهي صفات مقتبسة من واقع المدينة الأميركية.

لكن ماذا لو جمعنا هذين السياقَين المختلفَين؟

كيف سيبدو الجمع بين جماليات موسيقى العصر العباسي المبهر وغربالته مع جنون وإثارة عالم باتمان وجوثام? لننظر بعيون جديدة نحو "جامع الموسيقى": فراغ جميل وصاخب بنفس القدر، يجسد فيه الجامع القديم - الذي طالما ارتفع فوق المدن العربية ليحتضن الصوت الرنان لكلمات الله وكأنما هو نفسه صوت الحب والحكمة- يستعيد دوره مرة اخرى ولكنه ليس مكاناً للعبادة فقط، وإنما أيضا مكاناً تتلاقى فيه الأصوات المتناغمة لتجديد التعايش بين الفن والممارسات الدينية.

تصوروا مشهداً يُحيي تراث العباسيون: الأوركسترا العربية التقليدية تقوم بتوزيع ألحانها وسط قباب وأعمدة الجامع المهيبة.

وفي نفس اللحظة، يأخذ رجل الظلال (باتمان) مكانه قرب النافذة المرتفعة، يشاهد هذا الاستعراض الموسيقي بفخر وحذر، مدركا أنه رغم اختلاف البيئات فهي جميعا تحتاج إلى ضوء الإنصاف الذي يسطع كالطبل الصغير الناشئ بين الجمهور والذي يكشف سر هذا المكان الجديد المُسمى "جامع الموسيقى".

إنه المكان الذي يدافع عنه الضوء الساطع لشخصيات البطولة والألحان الجميلة بالتساوي.

هذه الصورة لا تعد مجرد حالة تخيلية؛ إنها دعوة للتأمّل حول كيفية دمج القيم الراسخة في مجتمعاتنا الحديثة مع الاحتفاظ بثرائنا الثقافي والتاريخي.

فالجوهرة الأساسية لهذا التصميم ليست فقط في تكامل النوعين (الحقيقي والخيالي)، ولكن أيضاً في الرسالة الإيجابية الموحدة التي تحملها كلتا الطائفتين: الدفاع عن العدالة، الاحتفاء بالإنسانية، واحترام التقاليد بكل أشكالها.

فلنتجاوز حدود الخيال ونستلهم من الأيام الماضية لمواصلة حب الحياة وتقدير الجمال بجميع صوره - سواء كان ذلك في جامعة جامحة أم متحفًا محفوظًا جيدًا .

#العرب

13 Kommentarer