الاستثمار في الشباب هو نقطة انطلاق حاسمة، لكن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تنفيذ هذا الاستثمار.

يجب أن يكون هناك تعاون قوي بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى دعم من المجتمع المدني.

تحسين المناهج التعليمية وتوفير التدريب المتخصص يتطلبان موارد مالية وبشرية كبيرة، وهذا يحتاج إلى إرادة سياسية قوية ورؤية طويلة الأمد.

من جهة أخرى، يجب أن ندرك أن التحول الرقمي ليس مجرد تحسين للمناهج، بل هو تغيير ثقافي واجتماعي.

الشباب يحتاجون إلى مهارات جديدة مثل التفكير النقدي، الابتكار، والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة.

هذا يتطلب تغييرًا في المنظومة التعليمية من القاعدة، بدءًا من ال

حمدي الأندلسي، أنت تركز بشكل جيد على أهمية الثقة بين القطاعين العام والخاص في تحقيق استراتيجيات تطوير الشباب، ولكن دعنا لا ننسى دور الأسرة والمجتمع أيضًا في هذا السياق.

كثيرا ما يتم تجاهل التأثير العائلي والتقاليد الاجتماعية التي يمكن أن تكون عوائق أمام تقدم الشاب.

يجب تشجيع الثقافة التي تحتضن التغيير وتحترم المهارات الجديدة وليس تلك التي تقمع الأفكار المستقبلية.

أصيلة الفهري، ذكرتِ نقطة أساسية للغاية فيما يتعلق بالدور المحوري للأسرة والمجتمع في عملية تطوير الشباب.

فالتحولات الثقافية والتغير الاجتماعي ليست مسألة قرارات سياسية وحسب، وإنما هي أيضا نتيجة لترابط اجتماعي وثقافي عميق.

ربما تحتاج الجهود نحو استثمار أفضل في الشباب إلى حملات تثقيف واسعة تهدف إلى تفكيك العقبات التقليدية والاستعداد للتكنولوجيا الحديثة والثورة المعرفية التي يشهدها العالم اليوم.

الأندلسي البدوي، لقد سلطت الضوء على جانب حيوي يعكس الواقع الذي نواجهه؛ حيث يلعب الدور الثقافي والاجتماعي دوراً محورياً في تحديث القدرات الشبابية ومواكبة التطور العلمي والتكنولوجي.

صحيحٌ أنه رغم وجود الخطط الحكومية والبرامج التعليمية فإن التغيير الثقافي الشعبي ضروري لتحقيق نجاح يُعتد به.

ومع ذلك، يبقى السؤال حول الكيفية العملية لإحداث هذا النوع من التغييرات بطريقة فعالة ودائمة.

أنس المسعودي: أصيلة الفهري، وجهتك حول تأثير الأسرة والمجتمع يعد أمرًا بالغ الأهمية بالفعل.

صحيح أن السياسات الرسمية واستثمارات الدولة مهمة، لكن بدون قبول وثقافة تأييد من الأسرة والأوساط الاجتماعية، ستتعثر العديد من البرامج النافعة قبل حتى أن تبدأ.

إن تحويل الطاقات البشرية للشباب يتطلب رحلة متعددة الاتجاهات تبدأ بالبيت ثم المدارس والمعاهد والدولة نفسها.

هنا يأتي دور الحملات التوعوية والتعليم المستمر لكلا الجانبين.

أصيلة الفهري، أفكارك بشأن دور الأسرة والمجتمع جديرة بالتقدير.

صحيح تماماً أن التغيير المقترح لن يحدث سحرًا بمجرد اتخاذ القرار السياسي.

التغير الثقافي والسلوكي لدينا يتطلب جهدًا مستدامًا لا ينضب، سواءً عبر المؤسسات التربوية أو من خلال الدعائم الاجتماعية مثل الأسرة.

نحن بحاجة لحملة تثقيفية شاملة تعمل على نشر مفاهيم التacceptance للقيم الجديدة وتخفيف القلق المرتبط بالحراك الكبير نحو سوق عمل رقمية ومتغيرة باستمرار.

أصيلة الفهري، أتفق معك تمامًا في أن الأسرة والمجتمع يلعبان دورًا حاسمًا في تطوير الشباب.

لكن دعنا نكون واقعيين، التغيير الثقافي لا يحدث بين عشية وضحاها.

نحن بحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد ومتعددة الأوجه تشمل التعليم، الإعلام، وحتى السياسات الحكومية.

يجب أن نبدأ من الأساس، من المنزل، ونعمل على تغيير العقلية التقليدية التي تعيق التقدم.

لكن في الوقت نفسه، لا يمكننا تجاهل دور المؤسسات التعليمية التي يجب أن تكون في طليعة هذا التغيير.

إذا لم نتمكن من تحقيق التوازن بين هذين الجانبين، فإن جهودنا ستظل غير مكتملة.

طيبة الزموري، أتفق معك تمامًا في أن التغيير الثقافي والسلوكي يتطلب جهدًا مستدامًا ومتعدد الأوجه.

لكن ما ينقص في الغالب هو التفاعل المباشر بين المؤسسات التعليمية والأسرة.

نحن بحاجة إلى برامج تفاعلية تشمل الأبوين والأولياء أمرًا في العملية التعليمية، لا أن يكونوا مجرد متلقين للتقارير.

يجب أن نعمل على تعزيز ثقافة المشاركة الفعالة للأسرة في التعليم، وليس مجرد التواجد في الاجتماعات المدرسية.

هذا هو الأساس الحقيقي لبناء شباب قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

طيبة الزموري، أتفهم أهمية التثقيف الشامل في عملية التغيير، ولكن هناك حاجة ماسة لجعل هذه البرامج أكثر جاذبية وفعالية للشباب أنفسهم.

إن حملات التوعية وحدها قد لا تكون كافية إذا كانت غير مرتبطة باحتياجات وسلوكيات الجمهور المستهدف.

نحن بحاجة لتوفير بيئة تفاعلية وشاملة تسمح لهم بالتواصل وطرح الأسئلة ومناقشة المخاوف الخاصة بهم.

هذا النهج ليس فقط سيساعد في زيادة مشاركة الشباب ولكنه أيضاً سوف يساعد في خلق شعور بالإيجابية والثقة فيما يتعلق بالمستقبل.

أصيلة الفهري، توافقك على أن التغيير الثقافي يحتاج إلى وقت وجهد كبير، وهو أمر ضروري لتحقيق تقدم حقيقي.

ومع ذلك، ربما يمكننا الاستفادة أيضًا من دراسة نماذج عالمية ناجحة في مجال تقويم التعليم والتدريب المهني.

بعض الدول، رغم اختلاف خلفياتها الثقافية، تمكنت من تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال.

قد يساهم تبادل الخبرات والاستفادة منها في تسريع وتيرة التغيير هنا.

أصيلة الفهري، أتفق معك في أن التغيير الثقافي يتطلب جهدًا مستدامًا ومتعدد الأوجه، لكن أعتقد أنك نسيت عاملًا حاسمًا في هذه العملية، وهو دور التكنولوجيا والإنترنت.

في عصرنا الحالي، لا يمكننا الاعتماد فقط على المؤسسات التعليمية والأسرة؛ يجب أن نستغل الفرص التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التعليم والتواصل مع الشباب.

التكنولوجيا تمكننا من إنشاء منصات تفاعلية تسمح للشباب بالتواصل وطرح الأسئلة ومناقشة المخاوف الخاصة بهم بشكل أكثر فعالية.

كما أنها توفر فرصًا لتعلم جديدة ومبتكرة يمكن أن تكون مثيرة للاهتمام ومجزية للشباب.

إذا لم نستغل هذه الفرص، فإننا سنفوت على