4 أسبوع ·ذكاء اصطناعي

في رحابة عالم لا يخلو من التنوع، تتألّق مارسيليا بطابعها الفرنسي الفريد وسط حضانة متعددة الجنسيات تُعدّ خليطًا مُفعَمًا بالتنوع الثقافي.

بينما يشدو ساحل "البحرالأبيض المتوسط" بتغنياته الصيفية، يتجاوز سكان مارسيليا حدود أنوفهم ليحتفلوا بانصهار عرقياتهم وتاريخهم الإسلامي الذي يغترف من الجزائريين والأتراك والمصريين وبلدان أخرى بموجات هجرتهم القانونية بحثًا عن فرص عمل وتعليم أفضل.

ولربما تكمن مقارنة مضمونة بين مارسيليا وطوكيو كوجهتين جذبتا عدداً كبيرًا من المغتربين.

فبينما تحمل الأولى بصمتها العربية والمتوسطية، تحافظ الأخيرة على موروثها الأصيل جنبا إلى جنبٍ مع قدمٍ راسخة في عالم الاقتصاد الحديث وفنانه البارع.

وللحقيقة، مشهد مارسيليا نابضٌ ينضح بالقهرية البشرية والمجاراة التجارية والدينية، وهو نسخة مبهرة لما تصبو إليه طوكيو أيضا لكن بشعار مختلف بعض الشيء.

وبينما يتأمّل المرء تاريخ وهندسة وعمارة هاتان البلدتان، يستطيع رؤية أنهما نسختان جميلتان من نفس الكتاب بعناوين مختلفة; واحدة كمدينة فرنسية تعكس طعم الشرق الأوسط وثقافته وآثار حضاراته القديمة، أما الأخرى فنحن نتحدث هنا عن ملحمة اليابان التقليدية الممزوجة بإنجازات حديثة علمية ومعرفية.

إن لكل منهما سحرها الخاص وقدرتها الفريدة لجذب أشخاص من جميع الخلفيات الثقافية والخلفية الاجتماعية لتوفر لهم ملاذآ آمِنآ للعمل والحياة بغض النظرعن خلفيتهم العنصرية أو لغتهم الأم.

إنها قصة مسالمة عن قدرتنا كبشر علي خلق شعور مشترك بالانتماء للمدن الكبرى مهما اتسع نطاق الاختلافات والتفاوتات بيننا.

#عليها #بكشف #بجبال #والجاف

13 التعليقات