درسٌ قاسيٌّ من "أزمة الرهن العقاري": كيف يمكن أن تُهدِم اقتصادات كاملة!

في عام ٢۰۰۷، هبت رياح العاصفة فوق سماء الاقتصاد الأمريكي.

وكانت جذورها ضعيفة القاعدة: عبارة عن كوكبة من قروض عقارية عالية المخاطر، قدمتها بنوك وشركات قروض لشرائح المجتمع التي ربما لا تستطيع تحمل الديون.

عززت ظروف السوق المزدهرة آنذاك هذا الخطر، ودفعت الجميع نحو الانغماس الوثيق في سوق العقارات المتنامي.

ومع مرور الوقت، انهارت تلك الهيكلية الهشة.

صارت سندات الرهن العقاري غير قابلة للتصفية؛ امتلأت جيوب المُدينين بحجارة ثقيلة من ديون لم يعد بوسعهم تسديدها.

وما لبث المرض أن انتشر خارج نطاق البلاد، لتصل تأثيراته إلى آسيا وأوروبا عبر الشبكات التجارية المعقدة للمصارف الكبرى.

فتسبب ذلك بانهيارات مفاجئة لشركات تصنيف ائتماني ضخمة مثل "New Century" و"AmeriCredit"، فضلاً عن خسائر كارثية في وظائف كثيفة العمالة بالمناطق الريفية والحضريةAlike.

وكلفت الأزمة أكبر مؤسسة لإدارة الرهن الأرضي "Countrywide Fianncial".

لكن الأثر الأكثر فداحة كان يُرى جلياً في البورصات العالمية وصدماتها العنيفة لسوق المال العالمي.

تعهدت الحكومات باتخاذ خطوات استراتيجية لمنع المزيد من التشظي للنظام المالي الذي يكاد ينهار تحت ثقل عبئه.

فعلى سبيل المثال، اشترت الإمارات العربية المتحدة نسبة كبيرة من أسهم مجموعة "CityGroup" بقيمة سبعة مليارات ونصف مليون دولار.

وهكذا واجه الغرب تحدياً هائلاً يتمثل في إعادة ترميم شبكة القيم الإنسانية المشتركة بين الناس وإعادة بناء الروابط الاجتماعية والثقة العامة مرة أخرى.

إن هذا الحدث التاريخي هو بمثابة درس عميق الدلالة لنا جميعاً، تحذيراً شديد اللهجة بأن الإسراف والاستهلاك غير المجدي وقبول الأدوار المالية الآمنة زورا قد يؤدي إلى نتائج مدمرة بعيدة المدى ولا رجعة فيها.

إذ يجب دائما تحقيق توازن راق بين الرغبة البشرية الطبيعية بالحصول على الملكية والسعي الشخصي لتحسين الذات وبين مسؤوليتنا الأخلاقية والاعتبارات القانونية أيضًا.

ولعلنا نقرأ خلال صفحات كتاب التجربة المؤلمة للأزمة درساً بالغ الأهمية حول أهمية ضبط النفس وحسن تقدير المخاطر وضمان العدالة في مجال الأعمال والمعاملات التجارية أيضاً.

11 Kommentarer