في ظل التحولات الرقمية المتسارعة التي تشهدها الاقتصادات العالمية، يبرز موضوع آخر شديد الأهمية وهو "الثقة" كمصدر محوري لتحقيق استقرار واستدامة أي نظام اقتصادي رقمي ناشئ.

فعلى الرغم من الفرص الهائلة التي توفرها الابتكارات التكنولوجية كالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الخضراء، إلا أنها تحمل كذلك تحديات عميقة مثل تغيير طبيعة العمل وفقدان المصداقية.

إن غياب الثقة - سواء كان داخليا (بين الأفراد) أو خارجيا (بين الدول والدوائر التجارية)- يمكن أن يصبح عائقا رئيسيا أمام تبني واستخدام هذه الأدوات الرقمية بفعالية وكفاءة.

فالانتقال للسوق الرقمي يستوجب مستوى مرتفع جدا من التعاون المتبادل والثقة بين مختلف الأطراف بما فيها القطاعات الحكومية الخاصة.

وعليه، ينبغي النظر إلى تعزيز ثقافة الثقة كنقطة مركزية ضمن مساعي تحقيق توازن فعال بين الاستفادة القصوى من الإمكانيات التكنولوجية الحديثة وحماية مصالح الأفراد والدولة.

ويمكن تحقيق ذلك عبر وسائل عدة منها التشريع القانوني الواضح الذي يحفظ الحقوق ويتصدى للاختلالات الأمنية والسلوكية، والبرامج التعليمية المكثفة التي تعمل على رفع الوعي الجمعي وفهم المخاطر والفرص المتاحة داخل السوق الرقمي، بالإضافة لاتخاذ إجراءات وقائية لمنع حالات الخداع والتلاعب بالحقيقة.

إن سعينا لبناء مجتمع رقمي آمن وموثوق يجوز وصفه بأنه جزء لا يتجزأ من رحلتنا نحو عالم أفضل قائم على الابتكار والمعرفة، ورغم الصعوبات التي نواجهها اليوم، إلّا أنّ قدرتنا على التأقلم واتخاذ القرارات الصحيحة سيحدّد مدى نجاتنا وسيرتنا في الطريق نحو المستقبل المشرق.

11 Kommentarer