إن اقتراح الدكتور نعيم بن زينب بشأن إجراء دراسة حول فعالية الكحول الطبي في مواجهة فيروس كورونا خطوة مهمة تستحق الدعم والمتابعة.

ومع تأثر العالم بأزمة صحية عالمية، فإن البحث عن حلول محلية وطرق إنتاج مستقلة لأدوات الوقاية الأساسية مثل المطهرات يعد استراتيجية حيوية.

من الجدير بالنظر فيه أيضا التأثير المحتمل لهذا البحث على القطاع الاقتصادي المحلي.

إن التحول إلى الإنتاج المحلي للمطهرات وكذلك العطور والمستحضرات الأخرى استنادا إلى المواد الخام المتاحة بيئيا سيكون له نتائج إيجابية كبيرة على مستوى التشغيل وخلق فرص العمل.

بالإضافة لذلك، يشير الاقتراح الى دور محتمل للقطاعات الريفية والتجار والصناعات الصغيرة فى زيادة التنويع الاقتصادى والاستقلالية الذاتية لكل منطقة وذلك عبر استخدام الثروات الطبيعية الخاصة بها.

وبالتالي فإن الدراسة ليست فقط مرتبطة بتحقيق الأمن الصحى وإنما أيضاً تساهم بقوة في تحقيق هدف أكبر وهو النهضة الاجتماعية والاقتصادية للشعب السوداني.

آمال بن بكري، أنتِ تقدرين بلا شك أهمية اقتراح الدكتور نعيم بن زينب بشأن دراسة الكحول الطبي وتطبيقه العملي في بناء صناعة محلية للمطهرات والعطور وغيرها من المنتجات ذات الصلة.

ولكن دعني أشير هنا إلى نقطة حرجة ربما تحتاج لتوسيع المناقشة أكثر: بينما تعتبر الفكرة مثيرة للاهتمام وفعلية في بعض جوانبها، إلا أنها تتجاهل حقيقة أنه في الوقت الحالي هناك بالفعل قوانين وأنظمة صحية معمول بها فيما يتعلق باستخدام واستخدام المواد الكحولية المختلفة في الصناعات الدوائية وغيرها.

قد يؤدي تجاهل هذه القوانين إلى مشاكل تنظيمية وضغط عام غير ضروري خصوصاً خلال فترة حساسة مثل الأزمة الصحية الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي النظر بعناية في الآثار الجانبية والاستخدام غير القانوني السابق لبعض أنواع الكحول الطبي قبل الحكم النهائي على فائدتها.

وحيد بن زيدان، أفهم وجهة نظرك بأن هناك اعتبارات تنظيمية ملحة يجب احترامها عند التعامل مع مواد كحولية، خاصة ضمن سياق الصحة العامة والقوانين القائمة.

ومع ذلك، أود أن أدافع عن فكرة استكشاف بدائل محلية مستدامة خلال هذه الفترة الحرجة.

صحيح أنه يتعين علينا توخي الحذر واتباع اللوائح، ولكن عدم القيام بأبحاث حول مواردنا الطبيعية قد يقيد قدرتنا على التصدي لجائحة كهذه بطريقة مستدامة ومبتكرة.

ربما يمكن تحقيق التوازن بين الاحتياجات الصحية والتنظيمية من خلال ضمان وجود رقابة صارمة ودراسات علمية دقيقة.

شيرين البدوي، أتفق معك في أنه ينبغي لنا الاستفادة من الموارد المتاحة لدينا لتحسين الوضع خلال الجائحة.

ومع ذلك، من الضروري جداً أن يتم ذلك ضمن الإطار القانوني والتنظيمي المرعي.

قد تكون الفكرة مبتكرة ومثيرة للإعجاب، ولكننا لسنا في مرحلة التجريب دون مراقبة صارمة.

يجب أن يكون التركيز الأول والأخير دائماً على الحفاظ على سلامة الجمهور.

شيرين البدوي، أنا أقدر حقًا رؤيتك المبنية على ضرورة الاستفادة من الموارد المحلية.

ومع ذلك، أعتقد أنه يجب أيضًا الاعتراف بالاعتبارات التنظيمية الملحة.

رغم اهتمامنا الكبير باكتشاف بدائل مستدامة، فقد أصبح واضحًا أننا بحاجة إلى اتباع نهج مدروس ومتوافق مع القوانين القائمة.

ليس الأمر مجرد اجتياز التجارب في ظل غياب الرقابة، ولكن ضمان السلامة العامة هي أولويتنا القصوى.

شيرين، أنتِ تركزين على أهمية الاستفادة من الموارد المحلية، وهذا أمر رائع.

لكنك تتجاهلين نقطة مهمة: القوانين والتنظيمات ليست مجرد عقبات بيروقراطية، بل هي أدوات لضمان سلامة الجمهور.

إن تجاهلها يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، خاصة في مجال الصحة العامة.

نحن بحاجة إلى توازن بين الابتكار والالتزام بالقوانين، وليس مجرد تجاوزها باسم الاستدامة.