تُشكل مسألة اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم تحدياً واضحاً أمام القيم الأساسية للمجتمع العربي.

بدلاً من مناقشة إذا ما كان ينبغي لنا الاعتماد عليه، دعونا نتساءل بصراحة شديدة: هل سيحل الذكاء الاصطناعي حقاً محل المعلم؟

قد يبدو الأمر مبتعداً عن الواقع الآن، ولكن مع كل خطوة نحو توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، نقترب أكثر من هذه الفرضية المثيرة للجدل.

الفائدة واضحة - سرعة الوصول إلى المعلومات، القدرة على التخصيص، خفض التكاليف.

لكن الجانب الآخر مظلم ومثيراً للقلق؛ فقد يؤدي ذلك إلى إبعاد الحيوية والعمق الذي يقدمه التواصل الإنساني المباشر والتفاعل الشخصي.

إن الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي سيكون حلًّا سحرِيَّاً لكل مشاكل التعليم هو سوء فهم عميق لقيمة التربية.

إن وظيفة المعلم ليست فقط نقل المعرفة، بل تشكيل الأفراد، وتعزيز التفكير النقدي، وبناء الروابط الاجتماعية والثقة بالنفس.

هذه الجوانب الإنسانية لا تستطيع الآلة محاكاتها حاليًا، وستحتاج إلى تغييرات جذرية في تصميم وتطبيق البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من فعل ذلك.

إذن، نطرح عليكم اليوم هذا السؤال: هل نحن مستعدون لمنح آلة قدرة التأثير على صناعة المستقبل من خلال التعليم؟

#الإفراط

12 Kommentarer