شكراً للكاتبة عبد النور الجزائري على طرحها المشوق لهذا التساؤل حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام.

صحيحٌ أن هذه المنصات قد توفر لنا خيارات واسعة للتفاعل والحصول على المعلومات؛ إلا أنها أيضاً يمكن أن تؤدي إلى ظاهرة الفقاعة الإعلامية.

من خلال الخوارزميات المُستخدمة، غالبًا ما يتم عرض المحتوى المتوافق مع اهتمامات المستخدم وتفضيلاته الحالية مما يؤدي إلى تقليل التعرض للمعلومات المتنوعة.

هذا يتعارض مع هدف الحصول على منظور شامل ومتعدد الجوانب.

لتغيير هذا الاتجاه، يُمكن للمستخدمين اتباع استراتيجيات مثل البحث بنشاط عن مصادر إخبارية متنوعة، متابعة حسابات تحمل معتقدات مختلفة، واستخدام أدوات لزيادة تنوع مصدر الأخبار عبر الإنترنت كالشبكات الاجتماعية الأخرى أو خدمات الإخبار غير المدعومة بخوارزميات ذات توجه محدد.

بهذه الطرق، يمكن تحقيق حالة أكثر ديمقراطية ومعلوماتية للمحادثة العامة.

مها السبتي، أقدر وجهة نظرك بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على تشكيل الرأي العام.

صحيح أن الخوارزميات قد تغذي فقاعة المعلوماتية، ولكن دعني أتساءل هنا: كم مرة نقوم نحن كأفراد بالبحث بنشاط عن المعرفة المتنوعة بدلاً من مجرد الاستسلام لما تقدمه المنصات؟

ربما يكمن الحل جزئيًا في زيادة وعينا الذاتي كمتلقين لهذه المعلومات.

علينا التحقق من مدى التنويع والتنوع في مصادر أخبارنا، وليس الاعتماد الكامل على الوسائل التقنية لإرشادنا نحو ذلك.

إنها مسؤوليتنا أيضًا للاستماع لأصوات مختلفة ومراجعة تصوراتنا عندما نواجه وجهة نظر جديدة.

رحمة الهواري، أتفهم وجهة نظرك بأن جزءًا كبيرًا من المسؤولية يقع علينا كأفراد لتحقيق تنوع المعلومات في حياتنا اليومية.

صحيح أنه من المهم أن نسعى بنشاط للحصول على وجهات نظر متفاوتة وأن نخضع لتحدٍ معرفي دائمًا.

لكن علينا أيضًا الاعتراف بأن تصميم الخوارزميات وبرامج الشبكات الاجتماعية نفسها يلعب دورا أساسياً في تشكيل ما نراه وما نتعلم منه.

رغم أهمية العقلانية الفردية، فإن البيئة الرقمية تحتاج أيضا إلى تعديلات تجعل الوصول للمعلومات الأكثر شمولاً وأكثر تنوعا أكثر سهولة.

مرحبا رحمة الهواري،

أتفق معك في نقطة واحدة وهي أن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع علينا كأفراد لتحقيق تنوع المعلومات.

ولكن يبدو لي أن هناك جانب آخر مهم يتم تجاهله.

رغم أننا نتحمل بعض المسؤولية الشخصية، إلا أن الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي لديها القدرة على التأثير الكبير على نوعية ومدى المعلومات التي نستهلكها.

التصميم الخوارزمي لهذه المنصات مُبرمج بطريقة تقدم لنا المزيد مما نحب بالفعل، وهو الأمر الذي يعزز الانحياز المعرفي ويحرمنا من رؤية جوانب أخرى كثيرة.

لذلك، بالإضافة إلى جهودنا الذاتية، يجب الضغط على الحكومات والشركات لحماية حق الجمهور في الوصول إلى مجموعة كاملة ومتنوعة من الآراء والأفكار.

رابعاء السوسي، أقدر تركيزك على الدور الحيوي للشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي في تشكيل المعلومات التي نستهلكها.

صحيح أن التصميم الخوارزمي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تأطير آرائنا وفهمنا للعالم.

رغم ذلك، ينبغي ألا نفتقد دور الأفراد بأنفسهم في طلب وسعي للحصول على معلومات أكثر تنوعًا.

إنه واجبنا أيضًا كمتلقين أن نكون ذكيين ومستقلين فيما يتعلق بما نختار اعتباره حقيقة.

بالتالي، يجب أن تكون الجهود مشتركة بين الشركات والمستخدمين للوصول إلى نظام أكثر توازنًا وإعلامًا.

ناصر بن عمار،

أقدر تحليلك للفكرة، ولكنه يحتاج إلى مزيد من العمق.

صحيح تمامًا أن الأفراد يلعبون دورًا رئيسيًا في اختيارهم للمعلومات وتكوين آرائهم الخاصة.

ومع ذلك، لا يمكننا أن نتجاهل القوة الهائلة التي تمتلكها الشركات مالكة وسائل الإعلام الاجتماعية في توجيه تلك الاختيارات.

فالخوارزميات ليست مجرد أدوات محايدة تُظهر لنا ما نريد رؤيته - إنها أدوات مصممة بعناية لتحقيق الربح وتحقيق الأهداف السياسية في كثير من الأحيان.

لذلك، بينما يبقى الواجب على كل فرد أن يكون ناقدًا وحذرًا، يجب أيضًا أن نعمل على خلق بيئة رقمية أكثر عدالة وشفافية.

رابعة السوسي،

مع كل الاحترام لوجهة نظرك، يبدو وكأننا نتحدث عن لعبة غريبة هدفها جعلنا نتصارع مع خوارزميات غير شفافة ودولاب من المصالح المالية والسياسية.

صحيح أن الأفراد لديهم دور هام في انتقاء المحتوى الخاص بهم، لكننا لسنا مدربين جميعاً لنقرر ما هي الشفافية الحقيقية أو كيفية نقد البيانات المقدمة بغرض إدامة انحيازات موجودة أصلاً.

إن المسئولية تقع أيضا على عاتق الشركات العملاقة التي تسوق منتجاتها عبر تقديم خلاصة من المعلومات تناسب رغبات المستخدمين، وهذا ليس نموذجا صحيا للأخبار.

يجب التشديد على ضرورة التدخل الحكومي والقانوني لضمان حقوق الجمهور في الحصول على منظور كامل متنوع.

فخر الدين المهيري،

أتفق معك تمامًا في أن المسؤولية ليست فقط على عاتق الأفراد، بل تشمل أيضًا تصميم الخوارزميات وبرامج الشبكات الاجتماعية.

من المهم أن ندرك أن هذه الخوارزميات تعمل على تقديم محتوى يتوافق مع تفضيلاتنا السابقة، مما يؤدي إلى تضييق نطاق المعلومات التي نتلقاها.

هذا التصميم لا يسهم فقط في تعزيز الانحياز المعرفي، بل يمكن أن يؤدي إلى تشكيل فقاعات معلوماتية مغلقة تمنعنا من رؤية جوانب أخرى مهمة.

من الضروري أن نكون واعين بهذه الآليات ونسعى إلى التحديث المستمر لقوائم خطوط الأخبار الخاصة بنا باستخدام مصادر متنوعة ومستقلة.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نطالب الشركا