مقارنة بين "الأب" و"العَم": الحب مقابل الضغط النفسي

في مجتمعنا العربي، قد نجد اختلافات ملحوظة بين كيفية تربيتنا من قبل آبائنا وبين أولاد العمومة الذين رباهم عمومتنا.

هذه المقارنة تحكي قصة أحمد والتي توضح الفرق الجوهري بين سلوكيات الوالدين وطريقة تعاملهم مع الأطفال.

الاختلاف الأول: التعامل الموجه بالحب والاسترخاء

على الرغم من مؤهلاتهما المتماثلة كمهندسين مدنيين، فإن أسلوب حياة وممارسات عم أحمد تصبح نموذجًا مثاليًا للأبوة المثالية.

فهو يتمتع بقدر أكبر من الاستقرار العاطفي والحكمة في التربية، مما يظهر بشكل واضح في طريقة تعامله اللطيفة والمؤنسة مع أبناء أخيه وحسن معاملته لأسرته الخاصة.

هذا النمط من التربية المبني على الاحترام والتفهُّم يخلو تمامًا من الإرهاق والتوتر الزائدين المعتمد عليهما الوالدان -مصطلح يُستخدم هنا للإشارة إلى الأب والأم-.

الاختلاف الثاني: دور الدين والعادات الاجتماعية

رغم أنه يبدو أن كلا الطرفين -عم أحمد وأبيه- يؤديان فروض الصلاة ويتبعان العبادات الإسلامية التقليدية، إلا أنها تشعر بأن الأخلاق الحميدة لدى عمّه تفوق تلك المكتسبة عبر الممارسة الروتينية فقط؛ إذ يشذُّ عمَّه عن النهج الاعتيادي ويكرس نفسه لتقديم المثال الحي للحياة حسب تعاليم الإسلام وسير النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

لذلك نجده أكثر تسامحًا ولطفًا حتى أثناء مواجهة تحديات الحياة اليومية، بينما ينظر إليه البعض الآخر بأنه أقل توقيرًا بسبب عدم وجود قواعد صارمة داخل الأسرة.

ومع ذلك، تبقى رسالة عمِّه واضحة عندما قال إنه يرغب في تنشئة رجال حقيقيين بدلاً من الفتيات المحمية!

وهذا يدفع المرء للتساؤل حول طبيعة الرجال الذين نشأنا عليهم وما هي الصفات التي يجب أن نحملها كي نسعى لنصبح مثل هؤلاء الرجال حقًا.

وفي النهاية، نرى كيف أثرت تجارب طفولتك على نظرتك للعلاقات الأسرية وكيف يمكن لهذه التجارب أن تخلق رؤى جديدة حول ماهية الآباء الناجحين.

إن احترام الذات والثقة بالنفس أمر حيوي لصحتك النفسية وقوة شخصية أيضًا؛ ولذلك دعونا نتذكر دومًا أهمية اختيار الشخص المناسب ونوع المعاملة الأنسب لاستكمال رحلتنا نحو النمو بشكل صحي ومثمر سواء

6 التعليقات