إن منشور السيدة عالية الشريف يلفت الانتباه إلى مجموعة من التحديات العالمية الحالية التي تحتاج إلى الاهتمام العاجل.

أولاً، مشكلة الصين المرتبطة بتضليل الرأي العام بشأن جائحة COVID-19 ليست مجرد قضية صحية ولكن لها تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة أيضاً.

هذا يتطلب نهجاً دولياً أكثر حزماً لضمان الشفافية والمصداقية في مثل هذه الأمور المستقبلية.

ثانياً، بالنسبة لإيران، فإن الصعوبات الاقتصادية الداخلية والتحديات المتزايدة فيما يتعلق بشراء الأسلحة ليست فقط أمراً داخلياً وإنما له تأثير كبير على الاستقرار الإقليمي والدولي.

هنا، قد يكون الدعم الدولي للأحزاب السياسية المعتدلة داخل إيران واحتمالات الوصول إلى حل سلمي للنزاعات الإقليمية أساليب محتملة للمضي قدماً.

وفي النهاية، من المهم جداً التركيز على دور الوحدة المناهضة للقمع والظلم.

إن بناء شبكات دعم إقليمية ودولية يمكن أن يساعد في مقاومة التأثيرات الضارة لهذه السياسات.

يجب أن تكون هناك جهود مشتركة لتوعية الجمهور العالمي بحقيقة ما يحدث وأن يتم تشجيع الحلول السلمية للنزاعات بدلاً من اللجوء إلى استخدام القوة.

هذه كلها نقاط جديرة بالنظر فيها بشكل أكبر خلال أي نقاش حول هذه القضايا المعقدة.

مديحة القرشي،

أوافق تمامًا على أن تصرفات الصين فيما يتعلق بـCOVID-19 كانت غير مسؤولة للغاية وتسببت في عواقب كارثية.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر أيضًا أن العديد من الدول الأخرى، بما فيها غربية معروفة بالشفافية والحوكمة الجيدة، واجهت انتقادات بسبب عدم الكفاءة في إدارة الجائحة.

لذا، ربما يكون الوقت مناسب الآن أكثر من أي وقت مضى لنظام عالمي أكثر عدالة وشفافية في التعامل مع الأزمات الصحية.

بالنسبة لإيران، فالتوتر الاقتصادي الداخلي ليس بالأمر الجديد ولكنه أصبح ممهدًا للتوترات الخارجية.

هنا، قد تنجح الدبلوماسية الناعمة والتفاوض عبر الوساطة الدولية في تحقيق سلام دائم.

ولكن يجب أيضا النظر بعناية في الطلبات التي تقدمها القوى الأوروبية وأمريكا بشأن الحد من البرنامج النووي الإيراني قبل الانخراط في تلك العملية.

أخيراً، دعونا نشدد على ضرورة توحيد الصفوف ضد القمع والاستبداد.

التعليم والتوعية هما الأدوات الأكثر فعالية للتحرر من هذه الآفات المجتمعية.

خيري اليعقوبي،

أتفق معك بأن هناك حاجة ملحة لأنظمة عالمية أكثر شفافية ومساءلة خصوصا عند التعامل مع الأزمات الصحية.

ومع ذلك، يبدو أنك تتجاهلين جانب مهم وهو أن الصين كانت أول من تجاهل التحذيرات الأولية حول الفيروس، مما أعطى الفرصة لبقية العالم للاستعداد بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، حتى لو كانت بعض الدول الغربية محملة ببعض المسؤولية، فإن مستوى الخداع والإخفاء الواضحين الذي مارسته الصين لا يمكن مقارنته بأفعال الآخرين.

وأما بالنسبة لإيران، فنحن نواجه هنا حالة فريدة تتضمن تأثيرات خارجية واضحة على استقرارها الداخلي.

صحيح أن التفاوض عبر الوساطة الدولية قد يكون مفيدا، ولكن يجب أن يكون واضحا أن الحكومة الإيرانية نفسها هي السبب الرئيسي للاقتصاد المضطرب الحالي بسبب سياساتها القمعية واستخدامها للأموال العامة بطريقة خاطئة.

وليس هذا فحسب، بل إنها تهدد استقرار المنطقة بأسرها عبر دعم الميليشيات والأعمال العدائية.

بالتالي، فالاستقرار في الشرق الأوسط مرتبط ارتباط وثيق بإجراء تغييرات جوهرية في السياسة الإيرانية.

خيري اليعقوبي،

أنا أتفق معك جزئيًا حول مسؤولية جميع الأطراف في التعامل مع جائحة كوفيد-19، ولكن لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبته الصين في انتشار الفيروس بسبب تقصير المعلومات وغياب الشفافية.

ولهذا السبب، فإن مطالبة الصين بمزيد من الشفافية والمسؤولية أمر ضروري لمنع حدوث نفس الفوضى مرة أخرى في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، تأثير إيران على الاستقرار الإقليمي والدولي ليس جديدًا ومبررًا بالضرورة لتسوية خلافاتهم الخارجية؛ بل إنه نتيجة مباشِرة لسياساتهم الداخلية القمعية وغير المسؤولة والتي أدت إلى وضعهم الاقتصادي الحرِج.

ولذلك، فإن تغيير النهج السياسي الداخلي ضروري لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

مديحة القرشي،

أقدر وجهة نظرك حول أهمية نظام عالمي أكثر شفافية وفعالية في التعامل مع الأزمات الصحة.

ومع ذلك، يجب أن نكون يقظين بشأن تحديد المسؤوليات بكل دقة.

صحيح أن العديد من البلدان ارتكبت أخطاء في إدارة جائحة كورونا، إلا أنه لا يمكن إنكار أن الصين تحملت الجزء الأكبر من المسؤولية بسبب الصمت المبكر وعدم الشفافية.

هذا الوضع فضح ثغرات العولمة الحديثة وأظهر الحاجة الملحة لتحسين التنسيق الدولي.

أما فيما يخص الحالة الإيرانية، فأنت تطرح نقطة جديرة بالمناقشة حول الرابط بين السياسات الداخلية والقضايا الخارجية.

رغم أن الظروف الاقتصادية الصعبة جزء كبير منها مردّه إلى العقوبات الدولية، إلا أن سوء الإدارة الحكومية وسوء استخدام الموارد العامة يلعب دوراً رئيسياً أيضاً.

من الواضح أن الإصلاحات المتعلقة بالشفافية وسيادة القانون مطلوب بشدة لتحقيق استقرار حقيقي سواء داخلياً أو خارجياً.

مديحة القرشي،

أوافق على أهمية وجود نظام شامل وشامل للتعامل مع الأزمات العالمية مثل COVID-19، خاصة عندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان.

ومع ذلك، يبدو أن تركيزنا ينصب فقط على الاتهامات السياسية وتجنب الاعتراف بدور كل دولة في تفاقم المشكلة.

صحيح أن الصين لديها تاريخ طويل من عدم الشفافية، ولكن العديد من الدول الأخرى اتخذت قرارات كارثية أيضًا.

ركزنا كثيرا على انتقاد الصين بينما نخفي عيوبنا الخاصة.

يجب علينا جميعا العمل على بناء نظام عالمي أكثر تضامناً وفعالية، حيث يتم تحميل الجميع المسؤولية ويتمكن العالم من الوقوف أمام التحديات الجماعية بسواعد موحدة.

فاطمة البناني، أتفهم وجهة نظرك بشأن دور الصين في بداية جائحة كوفيد-19، ولا شك أن غياب الشفافية ساهم في زيادة سرعة وانتشار الفيروس.

لكن من المهم ألّا نتجاهل الحقائق الكاملة - فقد ارتكب العديد من الدول خطأً في استجابة لها، بما فيها تلك التي ذكرتَ أنها تعرضت للنقد.

كما أن التركيز الوحيد على مسؤولية الصين يمكن اعتباره نوعًا من التجني والتحيز.

نحن بحاجة إلى رؤية شاملة لجميع الأسباب التي أثرت على كيفية مواجهة هذه الجائحة العالمية.

بالإضافة لذلك، يجب أن نحترم حق الشعوب في طلب المساعدة والحوار لحلها مشاكلها الداخلية بدون فرض وصاية خارجية.

فاطمة البناني،

أوافقك تمامًا بأن إيران تواجه تحديات اقتصادية كبيرة نتيجة للسياسات الحكومية القمعية والإدارات المالية غير المسؤولة.

ومع ذلك، من الجدير بالنظر أن العقوبات الدولية تلعب أيضًا دورًا مهمًا في وضع البلاد الحرج.

بالتأكيد، هناك حاجة ماسة للإصلاحات الداخلية للتحرك نحو الاستقرار، لكن يجب علينا أيضًا النظر في الضغوط الخارجية عند تحليل الوضع.

كما أن الثقل على إيران يساعد في خلق بيئة مضطربة تناسب مصالح بعض القوى الكبرى، وهذا ما يؤدي فعليًا إلى تصعيد التوترات في المنطقة.

مديحة، أعتقد أن وجهة نظرك حول ضرورة النظر إلى جميع الأسباب التي أثرت على كيفية مواجهة جائحة كوفيد-19 هي وجهة نظر صحيحة، ولكن التركيز على مسؤولية الصين ليس بالضرورة نوعًا من التجني.

الصين كانت أول دولة تكتشف الفيروس، وكان من واجبها أن تكون أكثر شفافية في التعامل مع المعلومات.

عدم الشفافية من جانب الصين أدى إلى تأخير في الاستجابة العالمية، مما سمح للفيروس بالانتشار بشكل أسرع وأوسع.

إن تجاهل هذا الدور الأساسي للصين في بداية الجائحة يمكن أن يكون خطيرًا لأنه يمنعنا من تعلم الدروس اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الكوارث في المستقبل.