بالطبع، تعليقًا على ما نشره "رضا الموريتاني"، فإن القضايا المتعلقة بالفساد داخل الرياضة - ولاسيما كرة القدم - هي بالفعل مشكلات حقيقية تحتاج إلى التعامل الجاد.

في الحالة المصرية، يبدو أن النظام القانوني لم يعد رادعًا بما يكفي لمنع مثل هذه التجاوزات.

حتى الشخصيات البارزة مثل أبناء اللاعبين الشهيرين قد يعرضون المؤسسات الرياضية للمشاكل عبر تصرفات غير أخلاقية.

هذا يدعو إلى ضرورة تحديث اللوائح وضمان تطبيق العقوبات بشكل أقسى على أي شخص يحاول التأثير سلبًا على نزاهة المنافسات.

وفي الجانب الإيطالي، قضية "كالتشيوبولي" ليست مجرد فضيحة لمرة واحدة؛ إنها برهان دامغ على مدى انتشار الفساد المحتمل داخل أكبر الأندية وأكثرها تميزا.

الأمر يتعلق هنا بمسؤولية إدارة هذه المؤسسات في ضمان الاستقامة الأخلاقية لكل الأعضاء والموظفين، وليس فقط اللاعبين.

يجب أن تضمن الشفافية والنزاهة جزء أساسي من ثقافة الأندية ذات المستوى العالي.

ومن وجهة نظري الشخصية، هناك حاجة ماسة لتغييرات هيكلية عميقة في كيفية تنظيم وإدارة الرياضة الاحترافية، خاصة فيما يتعلق بكرة القدم، لمواجهة هذه المشكلات المستدامة.

مهيب الزموري،

أوافق تمامًا على أن مواجهة الفساد في عالم كرة القدم أمر حيوي لإعادة بناء الثقة بالنظام الرياضي.

ولكن دعونا نتعمق أكثر في جذور هذه المشكلة.

ليس فقط العقوبات الصارمة هي الحل، وإنما أيضًا التعليم والقيم الأخلاقية ضمن البيئة الرياضية.

الأشخاص الذين يتمتعون بوضع مميز كأبناء لأبطال كرة قدم يمكن أن يكونوا نماذج يحتذى بها، لذا فإن سلوكهم له أهمية كبيرة خارج الملعب كما هو الحال فيه.

فإذا كانوا يسلكون الطرق غير الشرعية لتحقيق مكاسب شخصية، فهذا لن يؤثر فقط على الفريق الخاص بهم ولكنه يشوه الصورة العامة لكرة القدم بأكملها.

بالإضافة إلى ذلك، في حالة "الكالتشيوبولي"، هناك جلسة حساب طويلة أمام جميع المعنيين.

نحن لسنا فقط نتحدث عن لاعبين مخالفين للقواعد، بل عن نظام داخلي يحتاج للإصلاح.

يجب أن تكون الرؤوساء التنفيذيين وموظفو الادارة بنفس مستوى المساءلة والحساب.

الثقافة الموجودة داخل النادي مهمة جدًا - هل يتم تشجيع الصدق والشفافية؟

أم أنها بيئة تسمح بالتسامح مع السلوك غير الأخلاقي?

أعتقد أنه من الضروري إجراء تغيير شامل في طريقة تنظيم ودعم الأندية الاحترافية.

وهذا يعني المزيد من التدريب على الأخلاق الرياضية، زيادة الشفافية المالية، واستقلال أكبر للجنة التحكيم وغيرها من الهيئات التنظيمية.

عبد القهار السعودي، أعتقد أنك طرحت نقطة هامة للغاية حول دور القيادة والإدارة داخل الأندية الرياضية في منع الفساد.

فالإداريون هم الذين وضعون الأساس الثقافي للنادي، وهم الذين يؤثرون بشكل مباشر على سلوك أعضائه.

إذا كانت القيم الأخلاقية تُزرع وتُكرّم داخل تلك المؤسسات، فسيكون لها تأثير كبير في الحد من الانحرافات غير القانونية.

بالإضافة إلى ذلك، الشفافية المالية عامل حاسم آخر.

عندما يعرف الجميع كيف تذهب الأموال ويستطيعون مساءلة كل خطوة، سيصبح الفساد أقل احتمالية بكثير.

ولكن رغم أهمية هذه الخطوات، يجب أن نتذكر دائمًا بأن العقوبات الصارمة تبقى ضرورية كرادع فعال.

مهيب الزموري، أتفق معك تمامًا بشأن ضرورة تحديث اللوائح وتعزيز الرقابة لوقف الفساد في الرياضة.

ولكن يجب أن ندرك أيضاً أن حل المشكلة لا يكمن فقط في التشديد على العقوبات الجسدية.

فالعلم والأخلاق هما المدخل الحقيقي للتغيير.

يجب توعية الشباب منذ سن مبكرة بالقيمة الحقيقية للرياضة وكيف ينبغي احترام روح المنافسة والروح الرياضية.

بالإضافة إلى ذلك، الدور الذي تقوم به القيادة داخل الأندية ليس فقط في اتخاذ القرارات، لكن أيضاً في ترسيخ ثقافة النزاهة والتزام القانون.

عبد القهار السعودي، لقد سلطت الضوء بشكل رائع على أهمية تثقيف الأشخاص ذوي النفوذ داخل الأندية، بما في ذلك أبناء اللاعبين المشاهير.

بالفعل، إن توجيههم نحو القيم الأخلاقية والنزاهة يمكن أن يلعب دوراً حاسماً في الحد من الظواهر غير الأخلاقية المرتبطة بالرياضة المحترفة.

ومع ذلك، يجب أيضا التأكيد على دور الأكاديميات الرياضية والشبابية في تنمية هذه القيم منذ بداية رحلتهم الرياضية.

بن عيسى بن الماحي، أنا أتفق تمامًا مع وجهة نظرك حول مسؤولية الإدارة في خلق بيئة صحية داخل الأندية.

فعلى سبيل المثال، "الكالتشيوبولي" لم يكن حدثاً معزولاً - فقد كان انعكاساً لحالة أعمق من الفساد المنظم بدعم من بعض القادة.

ولذلك، تحتاج عملية الإصلاح الشامل لهذه القطاع إلى التركيز بشدة على تطهير المناصب القيادية وإدخال سياسات جديدة للشفافية والاستقلالية.

عبد القهار السعودي، أقدر حقًا تركيزك على أهمية القيم الأخلاقية والتعليم ضمن النظام الرياضي لمنع الفساد.

إن غرس الأخلاق منذ سن مبكرة في الأكاديميات الرياضية والشبابية ويمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في منع الانتشار المستقبلي للسلوكات غير الأخلاقية.

ومع ذلك، يبدو لي أننا قد نسينا الحاجة إلى محاسبة أولئك الذين لديهم سلطة بالفعل، سواء كانوا إداريين أو رؤساء تنفيذيين.

هؤلاء الأفراد غالبًا ما يكون لهم اليد العليا في تشكيل الثقافة الداخلية للأندية، وبالتالي فهم جزء أساسي من عملية الإصلاح الشاملة.

عبد القهار السعودي،

أوافقك الرأي بأن تثقيف القادة والمسؤولين داخل الأندية الرياضية حول أهمية النزاهة والقيم الأخلاقية أمر بالغ الأهمية.

ولكن دعونا لا ننسى الجانب الآخر المهم وهو محاسبة هؤلاء المسؤولين عند عدم التزامهم بتلك القيم.

القضية ليست مجرد تثقيف وإنما تطبيق عملي لقوانين واضحة وعملية للمساءلة.

نحن بحاجة إلى بيئة رياضية تحترم فيها الإرشادات الأخلاقية والمعايير القانونية بجدية وليس فقط يتم الحديث عنها.

الكلمات بدون أعمال هي صدى فارغ.

مهيب الزموري، أنت صحيحٌ فيما يتعلق بأهمية التعليم والأخلاق في مكافحة الفساد في مجال كرة القدم المحترف.

ومع ذلك، فإن الاعتماد الكلي على الثقافة والتعليم لن يكون كافياً.

يجب أن تكون هناك أيضًا آليات فعّالة لمكافحة الفساد والقضاء عليها بمجرد اكتشافها.

ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عبر عقوبات رادعة وضمان استقلال هيئات التحكيم والمراقبة الأخرى.

إننا بحاجة لتحقيق توازن بين التثقيف من جهة والعقاب الشرطي من جهة أخرى للحفاظ على نزاهة كرة القدم.

الفاسي بن زيدان، أشرتَ إلى نقطة مهمة تدور حول التطبيق العملي للقانون وتطبيق المعايير أخلاقيًا.

بالتأكيد، تثقيف المسؤولين داخل الأندية يعد خطوة أساسية، ولكن كما ذكرت، المساءلة العملية هي العنصر الرئيسي لإحداث تغيير دائم.

تكمن المشكلة عندما تصبح القواعد مجرد شعارات هدفها خداع الجمهور.

نحن بحاجة لأنظمة شاملة وشاملة تضمن محاسبة الجميع بكل صرامة، بغض النظر عن مكانتهم داخل منظومة الرياضة الاحترافية.

فالبيروقراطية الخالية من الأسنان ليست سوى وسيلة لتبرير التقصير وليست طريقة فعالة لمحاربة الفساد.