رحلة الفتح والتحديات: غلبة الفرس واستعادة القوة البيزنطية

في القرن السابع الميلادي، واجهت الإمبراطورية البيزنطية تحديًا كبيرًا عندما شنَّ الفرس، تحت حكم كسرى الثاني، حملتهم الاستعمارية لاستعادة حدود الإمبراطورية الأخمينية السابقة.

بدأت الغزوات عام 602م وامتدت لأكثر من عقد من الزمان.

نجحت جيوش الفرس في احتلال مناطق واسعة ضمن الإمبراطورية البيزنطية، بما فيها العاصمة القسطنطينية من جهتي الشرق والغرب عبر التحالف مع القبائل الأخرى مثل الآفار والسلاف.

بل وصلت قواتهم حتى سوريا وفلسطين حيث سيطروا على القدس ودمرّوا الكثير من المعالم المسيحية المهمة.

لكن رغم هذه الانتصارات، ظلت مقاومة البيزنطيين ثابتة ولم تستسلماً أبداً.

في ذروة قوة الفرس، حققت القوات البيزنطية انتفاضتها الشهيرة بإشراف هرقل حاكم إيطاليا آنذاك والذي أصبح فيما بعد قائد الدولة بأكملها.

وبعد سنوات طويلةٍ من الضغط الدبلوماسي والعسكري المُدرب، انهزم جيش الفرس وقادته أمام جيش القسطنطينية المدعوم بقوات أخرى خلال معركة نهائية دامية قرب طرابلس شمال لبنان عام 627 ميلادية.

كانت هذه بداية النهاية للحملة الفرسية الطموحة نحو توسيع النفوذ الشرقي للعرب القدماء جنوب نهر الفرات تحديداً, مما مهد الطريق لإمبراطورية جديدة تحمل شعار الدين الجديد –الإسلام-.

هذه الفترة المضطربة توضح كيف يمكن للدول الصغيرة والصاعدة تغيير مجرى التاريخ وتقديم درس عميق حول أهمية الوحدة السياسية والاستراتيجية داخل المجتمع الواحد لصالح هدف واحد مشترك ينمي منه قدرتهم الدفاعية والحفاظ على استقلاليتها الوطنية ضد المعتدين الخارجيين مهما اعتقدوا بأنفسهم بأنهم أقوياء وغير قابلين للإه

#pوقصص

8 التعليقات