غزو حماس: رد فعل إيران على تقارب السعودية والإمارات مع إسرائيل

لقد شكلت محاولات التقارب بين إسرائيل والدول العربية السنَّة تهديدا مباشرا لأجندة إيران الإقليمية.

فبينما تعمل الرياض وتل أبيب سرا نحو علاقة رسمية, تشعر طهران بأن وجودها يتضاءل في منطقة تعتبرها تاريخيا جزءا من مجالي النفوذ اللوجستي والاستراتيجي.

إن الهجوم الأخير لحركة حماس ضد إسرائيل يمكن فهمه ضمن سلسلة جهود طويلة المدى تستهدف تضخيم الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بما يحافظ على الحيازة الذهنية لهذه المسألة كقاعدة راسخة للتأكيد العدواني الحالي والمتوقع.

إن خلق حالة من عدم الاستقرار المتجدّد يعكس تصميم ايران على إبقاء العالم العربي -والاسلامي- ملتصقا بقضيتهم المركزية؛ وبالتالي منع اندماجه العملي الواسع النطاق مع اسرائيل مما يشكل تهديدا لاستراتيجيتها المحافظة.

لم تكن خسارة الأرض أبدًا هدف إيران النهائي.

لكن زعزعة الثقة والتآزر المستقبلي هما الأكثر قيمة لديها.

فالاستثمار الكبير في دعم مجموعات مثل حزب الله، وحماس، والحوثيون ليس مجرد عرض للقوة العسكرية ولكنه أيضا ادانة غير مباشرة لتجاوز المصالح الوطنية عند التحالف مع جهات أخرى.

إن الجمهورية الاسلامية الايرانية، وعلى الرغم من التحديات الداخلية والخارجية، تبقى قوة رئيسة مؤثرة عبر سياساتها الخارجية المدعومة مالياً وعسكرياً.

وبينما تتجه الدول الأخرى صوب السلام او التعاون الاقتصادي المحتمَل مع تل أبيب، تبدو كل حركة اقليمية كنقطة ارتكاز لصراع محتمل آخر ينادي بهذه الزاوية السياسية المضطربة.

إنها لعبة المكاييل الرؤوسية التي يبدو أنها ستبقى محور اهتمام المنطقة لعقود قادمة.

#pاو #أسبوعين #بالنسبة

10 تبصرے