السعودية: فعل بلا قول - قصة قوة هادئة

السعودية ليست مجرد بلد يعبر عن تضامنِه مع فلسطين عبر الخطاب فقط؛ بل هي دولة تتخذ إجراءات عملية يومياً منذ العام ٢۰۰۰م، وتصل مساهماتها السنوية إلى أكثر من ١ مليون دولار أمريكي سنويًا لمختلف المشاريع والبرامج الداعمة لغزة وفلسطين.

هذه الدولة ليس لديها حاجة للعويل والجلبة الإعلامية لتثبت ولاءها للقضية الفلسطينية، فقد قدمت ما يناهز ۳۶۵ مليون دولار لمشروع سكني في رفح وحده!

بالإضافة إلى ذلك، بلغ مجموع المساعدات الضخمة المقدمة لأجل ترميم الأحياء السكنية والتدخل الإنساني والداعم للأطفال والشباب والحفاظ على الأمن الغذائي والتعليم والأمان والأعمال الخيرية الأخرى أكثر من ۲٫۸ مليار دولار منذ بداية القرن الحالي.

إن المملكة العربية السعودية، كما تشير التاريخ القديم أيضاً بدولة "الجبار" بمدينة الإحساء (العاصمة آنذاك)، كانت دائماً الدرع الواقية للإسلام ضد الغزوات الخارجية كالبرتغال وغيرها.

سلالتها الملكية المتنوعة والفكر الرصين لشيوخ قبيلة بني جبر الذين ثاروا ضد الظلم وأنشأوا دولا مستقلة قادرة على مواجهة تحديات الزمن الحديث خير شاهد على عزيمة هذا الشعب وعملية بناء تاريخه بجهوده الذاتية.

قد يكون البعض يسأل: لماذا تعيش أمم معينة بحالة ازدهار وانطلاقة مستدامتان بينما تبقى أمم أخرى محاصرة وفقراً واضطرابًا سياسيًّا؟

الدراسة المعروفة باسم "لماذا تفشل الأمم"، تجيب بأن السبب يكمن أساسًا في نوع النظام المؤسسي الذي تم تصميمه داخليًا لتلك الدول وليس نتاج عوامل خارجية غير قابلة للتغيير كالموقع الجغرافي أو المناخ.

إن النهج السياسي داخل كل دولة هو المؤثر الرئيسي فيما إذا كان المجتمع سينتج نخبة مؤهلة لتحقيق رفاهية جميع المواطنين بالتساوي أم أنه سيرفض مشاركة الجميع ويستبعد الآخرين مما يؤدي تدريجيًّا نحو الفوضى والإفقار.

وقد يوضح المثال الشهير لكوريا الشمالية وجارتها الجنوبية جيدًا مدى تأثير سياسات الحكومات المختلفة على حياة شعوب تلك الأوطان.

إذ رغم التشابه الوثيق بينهما ثقافيًا واجتماعيا إلا أنها قطبا مختلفا حالياً بسبب اختيارات تلك الحكومات بشأن طبيعة نظامها الداخلي وكيف يمكن صياغة قوانين تسخر موارد البلد لصالح الجميع دون إقصاء أحد.

#pببساطة #ولعله #وينفذ #سكنيةp #ملحوظ

6 Kommentarer