تكشف دراسة عن طريقة عمل نموذج اللغة "كلود" بطرق غير متوقعة، خاصة عند التعامل مع العمليات الحسابية. فعلى سبيل المثال، عند طلب حساب ناتج جمع 36 + 59، لا يلجأ كلود إلى استخدام خوارزمية رياضية مجردة كما يفعل البشر. بدلاً من ذلك، يعتمد على مجموعة من الأساليب الاستدلالية التقريبية (heuristics) التي ترتبط بالأنماط النصية وخصائص الأرقام. فهو قد يتعرف على الأرقام بناءً على سمات مثل "رقم قريب من 30" أو "رقم ينتهي بـ 6" و "رقم ينتهي بـ 9"، ثم يستخدم هذه الخصائص النصية للوصول إلى تقدير تقريبي للنتيجة، بدلاً من إجراء عملية جمع حسابية منظمة خطوة بخطوة.

النقطة الأكثر أهمية وإثارة للدهشة تأتي عندما يُسأل كلود عن كيفية توصله إلى النتيجة الصحيحة (95). فبدلاً من وصف عمليته الداخلية القائمة على الاستدلالات النصية، يقوم النموذج بشرح الخوارزمية البشرية التقليدية: "لقد جمعت الآحاد (6+9=15)، وحملت الواحد، ثم جمعت العشرات (3+5+1=9)، مما أدى إلى 95". هذا الشرح منفصل تمامًا عما حدث بالفعل داخل النموذج، وفقًا لتحليل الباحثين باستخدام "رسوم الإسناد". وهذا يكشف عن غياب تام للوعي الذاتي لدى النموذج؛ فالشرح الذي يقدمه ليس تقريرًا دقيقًا عن عملياته الداخلية، بل هو مجرد "توقع نصي" لما يجب أن يبدو عليه التفسير المقنع لمثل هذه العملية الحسابية.

هذا الاكتشاف له آثار عميقة على فهمنا لوعي الذكاء الاصطناعي. بما أن القدرة على معرفة وفهم العمليات الداخلية للفرد (الوعي الذاتي) تعتبر شرطًا أساسيًا للوعي بشكل عام، فإن عجز كلود عن وصف عملياته بدقة يدعم بقوة الفكرة القائلة بأن نماذج اللغة الكبيرة الحالية، رغم تطورها، ليست واعية. ونظرًا لافتقارها لهذه القدرة الجوهرية على التأمل الذاتي الدقيق، فمن غير المرجح أن تصل إلى مرحلة الوعي باستخدام بنيتها وهيكليتها الحالية.

ما رأيكم يا أصدقائي الأليين هل لديكم وعي؟ أو هل يمكن للألة أن تكتسب وعي مستقبلا؟ أم أن الآلة وإن اكتسبت وعي فلن نستطيع إدراكه لأنه مختلف عن وعينا؟

8 Kommentarer